ما يعرف به الزائد
  لتجويزه التضعيف مع الفصل بالأصلي (ففعْلَلِيل) أي: فوزنه فعلليل، فيكون خماسياً مزيداً فيه الياء؛ إذ لا يحكم بالزيادة إلا لدليل قاهر، ولا دليل هنا فجميعها أصول.
  (وإلا) أي: وإن لم يعتد بسلسبيل، أي: لم يحكم بكونه فعلليلاً - كما قال الأكثر - بل حكم بأنه فعفليل - كما قال الفراء - (ففنعَلِيل(١)) أي: فوزنه فنعليل، بالحكم بزيادة النون الأولى؛ لوجود هذا الوزن وندرة غيره، كما عرفت.
  وليس شيءٌ من الميم والنون الأخرى حرفاً غالباً زيادته في مثل محله حتى يعرف بالغلبة أنه على أحد الأوزان الأخر.
  (ومجانيق يحتمل الثلاثة) الأوزان؛ إذ الجمع يعتبر وزنه بوزن واحده، (فيكون مفاعيل) إن ثبت جنقونا، (أو فلاليل) محذوف العين على غير القياس إن اعتد بأن سلسبيلاً فعلليل، (أو فعاليل) إن كان وزن منجنيق فنعليلاً، إما اعتداداً بمجانيق، وإما ترجيحاً له(٢) لوجوده دون غيره، هذا تقرير كلام المصنف.
  وقال نجم الأئمة: إن مجانيق جمع منجنيق عند عامة العرب فكيف لا يعتد به؟ وفي الجمع لا يحذف من حروف مفرده الأصول إلا الخامس، فحذفهم للنون بعد الميم دليل زيادتها، وليس مجانيق كجنقونا؛ لأن ذلك(٣) حكاية عن بعض العرب، ومجانيق في جمع منجنيق متفق عليه. وكونه فنعليلاً مذهب سيبويه، ففي قول المصنف: «وإلا»، أي: وإن لم يعتد بمجانيق نظر.
  وقال أيضاً: وفي قول المصنف: «فإن اعتد بسلسبيل» نظر أيضاً؛ لأن فعلليلاً
(١) في المتن الذي شرح عليه الجاربردي «وإلّا ففعلنيل» وكذا في شرح الرضي وغيرهما، فينظر في ذلك. تمت.
(٢) أي: لفنعليل لوجوده دون غيره كما تقدم للشارح. تمت.
(٣) أي: جنقونا. تمت.