ما يعرف به الزائد
  ثابت وإن لم يثبت أن سلسبيلاً فعلليل؛ وذلك لأن برقعيد(١) - وهي: قصبة في ديار ربيعة فوق الموصل - فعلليل بلا خلاف، وكذا علْطَميس(٢) بمعنى الشابة؛ لأن اللام والميم والسين(٣) ليست بغالبة في مواضعها(٤)، ولو لم يجمع منجنيق على مجانيق لكان منجنيق فعلليلاً سواء ثَبَتَ بنحو: برقعيد فعلليلٌ أو لا؛ وذلك لأن جنقونا غير معتد به، والأصل ألا نحكم بزيادة حرف إلا إذا اضطررنا إليه: إما بالاشتقاق، أو عدم النظير، أو غلبة الزيادة.
  فإن قيل: إذا لزم من الحكم بزيادة حرف وزن غريب، ومن الحكم بأصالته وزن غريب فالحكم بزيادته أولى؛ لأن ذوات الزوائد أكثر من أبنية الأصول.
  قلت: ذلك إذا لم يكن في ذلك البناء زائد متفق عليه، والياء في نحو: منجنيق متفق على زيادتها، فمثل هذا البناء على أي: تقدير كان من ذوات الزوائد، فلو لم يثبت مجانيق لكنا نجمع منجنيقاً على مناجن بحذف الحرف الأخير كسفارج، انتهى.
  ويعلم من كلامه أن منجنيقاً فنعليل، لكن ما ذكره من قوله: «ذلك إذا لم يكن في ذلك البناء زائد» ... إلى آخره؛ يخالف ظاهر كلام المصنف وكثير من شراح كلامه(٥) فيما سيأتي، وسننبه عليه.
  (ومنجنون) وهو الدولاب (مثله) أي: مثل منجنيق في احتمال الأوجه الثلاثة، وهي: أصالة الميم والنون الأولى حيث حكم بأنه فعلليل، وأصالة الميم وزيادة النون الأولى حيث حكم بأنه فنعليل، وزيادتهما معاً حيث حكم بأنه
(١) ممتنع للعلمية والعجمة. تمت. مؤلف، لكن لا يبقى فيه حجة إذا كان أعجمياً، فالظاهر أنه ممتنع للتأنيث والعلمية. تمت.
(٢) العلطميس كزنجبيل من النوق الشديدة الغالية، والهامة الضخمة الصلعاء، والجارية التَّارَّة الحسنة القوام، والكثير الأكل الشديد البلع. تمت. قاموس، والتارُّ: المسترخي من جوع أو غيره. تمت. قاموس.
(٣) في علطميس. تمت.
(٤) حتى تجعل زائدة. تمت.
(٥) وذلك أنه إذا ندر الوزن على التقديرين حكم بالزيادة سواء كان هنالك زائد متفق عليه أم لا. تمت.