المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[معرفة الزائد بعدم النظير]

صفحة 294 - الجزء 1

  وزيادته (فزائد أيضاً) أي: فيحكم بزيادة حرف الزيادة؛ لما عرفت من كثرة أبنية المزيد، (كنون نَرجِس) - بفتح النون وكسر الجيم - للنبت المعروف، فإنه يحكم بزيادتها وإن لم يأت: نَفْعِل في الأسماء كما لم يأت فَعْلِل بكسر اللام.

  (و) كذا نون (حِنْطأو) - بالهمز كقِرْطَعب - وهو العظيم البطن؛ فإنه يحكم بزيادتها وإن ندر: فِنْعَلْو كما ندر فعْلَلْوٌ، وأما الواو فعرفت زيادتها بالغلبة مع ثلاثة أصول.

  ومقتضى كلام الرضي ألا يحكم بزيادة النون إلا أن له فيه عذراً كما سيأتي في تعداد الغالب عند قول المصنف: «ونون حنظأوٍ⁣(⁣١)».

  (و) كذا (نون جُنْدَب) وهو الجراد الأخضر الطويل الرجلين، فإنه يحكم بزيادتها؛ لعدم نظيرها على تقدير الأصالة (إذا لم يثبت جُخْدَب(⁣٢)) وإن كان فُنْعَلٌ أيضاً نادراً.

  قال الرضي: الأولى أن جندباً فُنْعَل، ثبت جُخْدَب أو لا؛ للاشتقاق⁣(⁣٣)، لأن الجراد يورث جدب الأرض، ولذا سمي جراداً؛ لجرده وجه الأرض من النبات.

  (إلا أن تشذ الزيادة) يعني لو أدى الحكم بزيادة الحرف إلى شذوذ الزيادة بأن لا يزاد في مثل ذلك الموضع أصلاً⁣(⁣٤) كما يدل عليه قوله: «إذ لم تُزد الميم خامسة ... إلخ»، إذ لو حمل⁣(⁣٥) على خلاف الغلبة لم يحكم⁣(⁣٦) بزيادة النون في كُنْتأل


(١) حيث قال الشارح: وقال الرضي: فيه غالب واحد وهو الواو، وأما النون والهمزة فليستا بغالبتين إلا أنهما لما كانتا رسيلتيها فيه وفي كنتأو وسندأو جعل حكم أحدهما في الزيادة حكم الواو ... إلخ.

(٢) وجخدب بفتح الدال وهو بمعنى جندب. تمت.

(٣) ويمكن أن يقال: هذا إنما يتم لو كان هذا الاشتقاق محققاً، وليس كذلك. تمت. جاربردي

(٤) لا غالباً ولا نادراً. تمت.

(٥) أي: قوله: إلا أن تشذ الزيادة. تمت.

(٦) جواب لو الثانية. تمت.