المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[معرفة الزائد بعدم النظير]

صفحة 295 - الجزء 1

  وحِنْطَأوٍ⁣(⁣١) وغيرها - لم يحكم⁣(⁣٢) بزيادته، ولو خرجت الكلمة بأصالته عن الأوزان أيضاً (كميم مَرْزَنْجُوش(⁣٣)) فإنه لا يحكم بزيادتها، (دون نونها) فيحكم بزيادتها؛ (إذ لم تزد الميم أولاً خامسة) يعني في أول الاسم غير الجاري على الفعل إذا كان بعده أربعة حروف أصول، أما في الجاري كمدحرج فتزاد، بخلاف النون فإنها لا تشذ زيادتها، فلما ثبت أصالة الميم وجب زيادة النون؛ لأن الاسم لا يكون فوق الخماسي فهو: فَعْلَنْلول وإن لم يأت له نظير كما لم يأت لمفعنلول أيضاً.

  (و) كذا (نون بَرْنَاساً(⁣٤)) وهو الإنسان، قيل: عطف على ميم مرزنجوش، أي: إلا أن تشذ الزيادة كميم مرزنجوش، وكنون برناساً فإنه يحكم بأصالتها، ووزنه: فعلالاً؛ إذ النون لا تكثر زيادتها ثالثة متحركة، وقيل: على نونها، أي: دون نون مرزنجوش ودون نون برناسا فإنه يحكم بزيادتها، فيكون وزنه فعنالا، وهذا أظهر⁣(⁣٥).

  (وأما كُنَأبيل) بالهمزة: اسم أرض عَلَمٌ، فليس مما يحكم بزيادة نونه أو همزته؛ إذ لا تخرج الكلمة على تقدير أصالتهما عن الأصول لوجود نظيره، ولذا قال: (فمثل: خُزَعْبِيل) فيكون من مزيد الخماسي. وكأن المقصود بذكره الرد على الزمخشري حيث جعله من مزيد الرباعي.

  وقال الرضي: كنابيل، بالألف لا غير⁣(⁣٦). فعلى هذا تكون⁣(⁣٧) زائدة للإلحاق


(١) إذ هي غير غالبة. تمت. وهذا بناء على ما نقل عن الرضي أن النون غير غالبة في حنطأو وما أشبهه. تمت.

(٢) جواب لو الأولى. تمت.

(٣) وهو المردقوش. تمت. قاموس، وكذا قال الجوهري حكاية عن ابن السكيت، قال: ويقال: هو الزعفران، قال: وأنا أظنه معرباً. تمت. صحاح

(٤) فيه لغات: بَرْنَساء، كعقرباء، وبَرناسا، وبُرناسا، ذكره الجوهري، والله أعلم.

(٥) إذ لا دليل على عدم زيادة النون في الوسط متحركة، وعدم كثرة زيادتها كذلك لا يضر؛ بناء على ما ذكرناه من معنى الشذوذ هنا. تمت. منه والله أعلم.

(٦) أي: لا بالهمزة، وهي عبارة الرضي حيث قال: وما يوجد في بعض النسخ «وأما كنأبيل بالهمز فمثل خزعبيل» الظن أنه وهم من المصنف أو من الناسخ؛ لأن كنأبيل بالألف لا بالهمزة، والألف في الوسط عنده لا تكون للإلحاق. تمت.

(٧) أي: الألف. تمت.