[معرفة الزائد بالغلبة]
  (وعند الأخفش) أنه ليس بمضاعف العين، بل هو: فعْلَلِل أصل غير ملحق (أصله: هَنْمَرِش(١)) فهو (كجَحْمَرِش) لأنه لو جعل مضاعف العين لأدى إلى بناء معدوم (لعدم فعَّلِل) في كلامهم، (قال: ولذلك(٢)) أي: لعدم فعَّلِلٍ حتى يلتبس به بسبب الإدغام (لم يظهروا النون) كما هو الواجب في مثله - كما سيأتي في الإدغام - مما يحصل فيه بإدغام النون الساكنة(٣) في كلمة لبس بكلمة أخرى.
  قال الرضي: الأخفش لا يخص فَعَّلِلاً، بل يقول: لم يلحق من الرباعي بجحمرش شيء، لا على فَعَّلل ولا على غيره.
  تنبيه: التضعيف في موضع يكون للإلحاق(٤) وغيره، وأما في موضعين فينظر هل يأتي لغير الإلحاق(٥) أم لا(٦)؟
  واعلم أن مختار المصنف: أن المتعين للزيادة في التضعيف فيما كان للإلحاق نحو: قردد هوالثاني؛ لأنه جعل في مقابلة اللام الثانية، وأما الأول فقد كان في مقابلة اللام الأولى فلم يُحتج إلى الزيادة لها، وقس غير اللام عليه. واختاره كثيرون، ومنهم الرضي.
(١) فلا يكون فيه تضعيف عنده، بل قلبت النون ميماً وأدغمت في الميم؛ فلذا توهم التضعيف، وليس فيه تضعيف. تمت. ابن جماعة.
(٢) كأنه إشارة إلى جواب سؤال، وهو أن يقال: لو كان أصله هنمرشاً لما أدغم؛ لأنه لا يدغم من المتقاربين ما يؤدي إلى اللبس بتركيب آخر، فأجاب بأنه لا يلبس هنا لعدم فَعَّلِل فيعلم أنه فَعْلَلِل. تمت. جاربردي
(٣) سيأتي للمصنف في باب الإدغام تمثيل ما يؤدي إلى اللبس بتركيب آخر بقولهم: «وتد الوتد» و «وطد الأمر»، وهو صريح في عدم اختصاص النون الساكنة بذلك فينظر فيما هنا. تمت. العلامة صلاح بن حسين الأخفش ¦.
(٤) للإلحاق كقردد ولغيره كقطّع. تمت.
(٥) أما إذا لم يثبت فعلليل فمرمريس تضعيف لغير الإلحاق، لكن الحق ثبوت فعلليل كما عرفت. تمت. منه.
(٦) الظاهر أنه يأتي كحلبلاب لنبت كما سيأتي في مسائل التمرين؛ إذ لا أصل يلحق به. تمت.