[زيادة اللام]
  (و) قال (في فحجل:) إنه (كجعفر) يعني إنه رباعي لا زيادة فيه (مع) وجود (أفحج) بمعناه، أي: الذي تتدانى صدور قدميه وتتباعد عقباهما، وجعل ذلك كثرة وثرثار(١) كما سيأتي إن شاء الله تعالى، وذلك تكلف منه.
  والظاهر زيادة اللام في جميع ذلك، فإن زيادة اللام ثابتة قطعاً في: زيدل وعبدل، بمعنى: زيد وعبد، وليس كذلك ثرة وثرثار، فإن زيادة الثاء لم تثبت فألجئنا إلى الحكم بأصالتها.
  (وأما الهاء فكان المبرد لا يعدها) من حروف الزيادة (ولا) يرد عليه هاء السكت فيقال: إنها تزاد في الوقف، ولا (يلزمه) القول بزيادتها (في نحو: اخشه، فإنها) أي: هاء السكت (حرف معنى) لا حرف مبنى، يعني أنها أتت لمعنى مستقلةٌ بإفادته، وهو: بيان الحركة مثلاً، (كالتنوين، وباء الجر، ولامه) فإن كل واحد منها لما كان لمعنى لم يُعد من حروف الزيادة وإن كانت زائدة على بنية الكلمة.
  وقولنا: «مستقلة بإفادته» ليخرج نحو: ألف ضارب عن أن يسمى حرف معنى؛ إذ لا استقلال له بإفادة معنى، فإن الدال على الذات مع الحدث هو مجموع الهيئة والمادة كضارب مثلاً.
  (وإنما) يرد عليه و (يلزمه نحو: أمهات، ونحو:) أمهة، قال: [الرجز]
  ....................... ... (أمهتي خندف وإلياس أبي)(٢)
(١) قال الرضي: وقال [أي: الجرمي]: إنه قد يكون لفظان بمعنى يظن بهما أنهما متلاقيان اشتقاقاً للتقارب في اللفظ ويكون كل واحد من تركيب آخر كما في ثرة وثرثار، ودمث ودمثر كما يجيء ... إلى أن قال الرضي: وكل ذلك تكلف منه. تمت.
(٢) البيت من الرجز، وقائله قصي بن كلاب جد النبي ÷، وقبله:
إني لدى الحرب رخي اللبب ... عند تناديهم بهال وهب
معتزم الصولة عالي النسب ... أمهتي خندف وإلياس أبي
ورخي: مرتخي. واللبب: ما يشد على ظهر الدابة ليمنع السرج والرحل من التأخر، والارتخاء إنما يكون عن كثرة جري الدابة، وهو كناية عن كثرة مبارزته للأقران، وقوله: عند تناديهم: =