المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[زيادة اللام]

صفحة 5 - الجزء 2

  (أو) كون الألف (صائرة ياءً مفتوحة) للتنبيه على الحال التي يصير إليها الألف في بعض الأحوال. واشترط في الياء أن تكون مفتوحة لما سيأتي⁣(⁣١).

  (أو للفواصل) أي: لرعاية تناسب رؤوس الآي ومقاطع الكلام، بمعنى أنه إذا كان في بعض الفواصل إمالة لسبب فإنه يُمال منها ما لا سبب فيه لمناسبته.

  (أو لإمالة قبلها) أي: قبل هذه الإمالة (على وجه) كأنه أراد به بعض اللغات.

  وشرع في بيان كل من هذه الأسباب صريحاً أو ضمناً⁣(⁣٢) على التفصيل فقال: (فالكسرة) قد تكون (قبل الألف) ولا بد من فاصل بينها⁣(⁣٣) وبين الحرف المتحرك بالكسرة، إما حرف واحد (نحو عِماد) وهي⁣(⁣٤) أقوى في اقتضاء الإمالة لقربها، أو حرفان فقط أولهما ساكن لا متحرك (و) ذلك نحو (شِملال) وهي الناقة السريعة؛ لأن الفصل بالساكن أقل من الفصل بالمتحرك؛ إذ الفصل بالمتحرك فصل به وبحركته؛ إذ الحركة بعد الحرف، فلا يمال ما فصل بينهما حرفان متحركان أو أكثر من حرفين نحو: «هذان عِنَبَا⁣(⁣٥) زيد أو نِعْمَتاه».

  (و) أما (نحو: درهمان(⁣٦)) إذا أضيف نحو: «درهما زيد، وأن ينزعها»، مما فصل بينهما ثلاثة أحدها الهاء، أو حرفان متحركان أحدهما الهاء، ولم ينضم الحرف الذي قبلها، فإن انضم لم تجز⁣(⁣٧) نحو: هو يضربها⁣(⁣٨) كذا ذكره الرضي.


(١) من قوله: «قال المصنف: لأن الساكنة ضعيفة فهي كالمعدومة».

(٢) السبب الضمني: الفواصل والإمالة كما سيصرح به الشارح؛ لأنهما متضمنان للسببين، لا أنهما سببان صريحان.

(٣) أي: بين الألف.

(٤) أي: الكسرة التي لم يفصل بينها وبين الألف إلا حرف واحد.

(٥) «عنبا» فصل بين الكسرة والألف بحرفين متحركين، و «نعمتاه» بثلاثة أحرف.

(٦) وفي التمثيل بنحو: «درهمان» نظر؛ لجواز أن تكون إمالته لأجل النون المكسورة فلا يكون شاذاً ولا مما نحن فيه، اللهم إلا أن يقال: لا اعتداد بكسرة النون؛ لأنها تسقط عند الإضافة. جاربردي. ولذا قال الشيخ: إذا أضيف.

(٧) الإمالة.

(٨) لأن الهاء مع الضمة لا يجوز أن تجعل كالعدم؛ لأنه يؤدي إلى أن يكون ما قبل الألف مضموماً ولا يجوز. نجم.