المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[زيادة اللام]

صفحة 6 - الجزء 2

  ومفهوم كلامه أنها لو انضمت حيث كانت المتقدمة نحو: «يُسَفِّهُنَا» أميل، ومفهوم كلامه أيضاً أنه يشترط عدم انضمام ما قبلها في الثلاثة الأحرف⁣(⁣١)، ومفهومه ثبوت الإمالة في نحو: منهما⁣(⁣٢).

  وتعليل الدماميني في شرح التسهيل يقتضي عدم ثبوت الإمالة إذا انضم ما بين الكسرة والألف مطلقاً⁣(⁣٣) فهو وإن جازت فيه الإمالة فإنما (سوغه) أي: سوّغ إمالته (خفاء الهاء) فكأنه قيل في الأول: «درمان»، وفي الثاني: «ينزعا» (مع شذوذه) أيضاً؛ لكثرة الفصل بين الكسرة والألف. وعموم كلامه يقتضي أن الكسرة المذكورة سبب لإمالة الفتحة والألف، سواء كانت الألف في كلمة حرفها⁣(⁣٤) كما تقدم، أو في كلمة أخرى متصلة بها نحو: «بنا» و «منّا»، أو منفصلة عنها نحو: «من رب العالمين، ولزيد مال»، وهو كذلك، وإن كان إمالة الأول⁣(⁣٥) أكثر.

  (و) قد تكون الكسرة (بعدها) أي: بعد الألف، ولا تؤثر إلا إذا وليت الألف، وكانت⁣(⁣٦) لازمة أو على الراء (نحو: عالم) ومن دارٍ، فإن لم تلها لم تؤثر، فلا يمال نحو: آجُر⁣(⁣٧).

  وإنما أثرت المنفصلة عن الألف قبل، ولم تؤثر بعد - لأن الارتفاع بعد الهوي أشق من العكس.


(١) من حيث إنه شرط عدم انضمام ما قبلها من الاثنين، فالثلاثة بالأولى.

(٢) حيث انضمت وهي ثلاثة.

(٣) أي: سواء انضمت هي أو ما قبلها، وسواء تقدمت الهاء أو تأخرت، وسواء كانت في اثنين أو ثلاثة.

(٤) أي: حرف الكسرة. كما تقدم في درهمان.

(٥) أي: ما كانت الألف في كلمة حرف الكسرة؛ لقربها.

(٦) أي: الكسرة لازمة، أي: لا عارضة ككسرة الإعراب، أو ليست بلازمة بل عارضة لكنها على راء. ولا بد أن تكون الكسرة والية للألف وإلا فلا إلا على قلة.

(٧) لفصل الجيم.