المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[زيادة اللام]

صفحة 8 - الجزء 2

  (و) إمالة (بابٍ ومالٍ والحجَّاج) علماً (والناس) في غير حال الجر⁣(⁣١) فإنه قد سمع فيها الإمالة (بغير سبب) يسوغها، وقلنا: الحجاج علماً؛ لأنه لا يمال صفة.

  فإن قلت: مقتضى هذا الكلام أن «باباً» و «مالاً» قد سمع فيهما الإمالة على الشذوذ في غير حال الاتصال بنحو «من»، وظاهر تمثيله بهما سابقاً⁣(⁣٢) أنهما لا يمالان في حال الاتصال بها الذي هو أولى بالإمالة فيهما⁣(⁣٣).

  قلت: أراد سابقاً أنهما لا يمالان قياساً بانضمام «من» مثلاً إليهما؛ اعتداداً بأن فيهما سبباً للإمالة وهو كسرة «من»، وذلك لا ينافي ثبوت إمالتهما على الشذوذ بغير اعتداد بالكسرة، وأن لها تأثيراً، وقد أشرت إليه حيث قلت: اعتداداً بسببية الكسرة.

  (وأما الربا) حيث أميل وألفه منقلبة عن واو؛ لقولهم في التثنية: ربوان (فلأجل الراء) لما عرفت من تكريرها، فلا يرد اعتراضاً.

  هذا كلام المصنف، أعني: الفرق بين الألف المنقلبة عن واو وبين غيرها في تأثير الكسرة.

  قال الرضي: ولم أر أحداً فرق بينهما إلا المصنف وجار الله، وكلام سيبويه يدل على عدم الفرق بينهما⁣(⁣٤).

  (والياء إنما تؤثر) في الإمالة إذا كانت (قبلها) أي: قبل الألف، فلو تأخرت كالتبايُع والمبايَع - بفتح الياء - لم تؤثر؛ لأنها أنقص في اقتضاء الإمالة من


(١) أما حيث وقع الجر في هذه الأسماء فالإمالة من غير شذوذ. نجم.

(٢) في قوله: «نحو: من بابه ومن ماله».

(٣) في نسخة «فيه».

(٤) قال سيبويه: «ومما يميلون ألفه قولهم: «مررت ببابه» و «أخذت من ماله» في موضع الجر، شبهوه بكاتب وساجد. قال: وإمالة هذا أضعف؛ لأن الكسرة لا تلزم». فضعفها سيبويه لأجل ضعف الكسرة لا لأجل أن الألف عن واو، ولو لم تؤثر الكسرة في إمالة الألف منقلبة عن واو - لم يقل: إن الإمالة ضعيفة لضعف الكسرة، بل قال: ممتنعة لكون الألف عن واو. رضي.