المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[زيادة اللام]

صفحة 11 - الجزء 2

  الإمالة (نحو: والضحى) فإن ألفه عن واو، من الضحوة، ولا سبب فيه للإمالة، إلا أنه لما قرن بفاصلة فيها سبب الإمالة - أعني: قلى؛ لأن ألفه عن ياء - أميل إمالتها.

  (والإمالة) التي تحصل بسبب إمالة أخرى، إمَّا (في) تلك الكلمة (نحو) إمالة فتحة الدال في (رأيت عماداً) فإنه أميل بسبب الإمالة السابقة لفتحة الميم التي سببها موجود وهو الكسرة، أَوْ فيما هو كجزئها نحو: معزانا، فتمال فتحة نون «نا» لإمالة فتحة الزاي.

  وقال فيما تقدم: «أو لإمالة قبلها» فقيدها بكونها قبلها؛ لقلة الإمالة لإمالة بعدها، فإنها لا تجيء إلا إذا كانت الإمالة الثانية لفتحة الهمزة، نحو: رأى ونأى، فإن بعضهم يميل فتحتي الراء والنون لإمالة فتحت الهمزة⁣(⁣١).

  واعلم أن الإمالة للفواصل هي في الحقيقة إمالة للإمالة، إلا أن ذلك⁣(⁣٢) في كلمتين مستقلتين بخلاف هذا⁣(⁣٣). وقد تبين في هذين الفاصلة والإمالة اللذين⁣(⁣٤) هما سببان ضمناً.

  (وقد تمال ألف التنوين) أي: المنقلبة عن التنوين، وذلك إذا وجد سبب الإمالة (نحو: رأيت زيداً) فتمال الفتحة والألف لوجود الياء قبلها. قال سيبويه: يقال: «رأيت زيداً» كما يقال: رأيت شيبان، لكن الإمالة في نحو: «رأيت زيداً» أضعف؛ لأن الألف ليست لازمة لزوم ألف شيبان.

  (و) حرفُ (الاستعلاء) وهو ما يرتفع به اللسان إلى الحنك، ويجمع حروفه: قظ خص ضغط⁣(⁣٥). (في غير باب خاف) أي: الألف المنقلبة عن واو مكسور،


(١) وسببها موجود وهو كون الألف منقلبة عن ياء.

(٢) أي: الإمالة للفواصل.

(٣) فإنه في كلمة.

(٤) «اللذان». نخ.

(٥) جمع في هذا حروف الاستعلاء مرتبة على الأمثلة التالية.