المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[زيادة اللام]

صفحة 12 - الجزء 2

  (و) غير باب (طاب) أي: الألف المنقلبة عن ياء، (و) غير باب (صغى) أي: الألف الصائرة ياء مفتوحة - (مانعٌ) من الإمالة؛ لمناقضته للإمالة؛ لأن اللسان ينخفض بالإمالة ويرتفع بهذه الحروف.

  وقال: في غير هذه الأبواب المذكورة، يعني وأما فيها فلا تمنع الإمالة؛ لقوة سببها فيها.

  وحرف الاستعلاء قد يكون قبلها وقد يكون بعدها، وإنما يمنع إن كان (قبلها) أي: قبل الألف، بشرط أن (يليها) بحيث لا يفصل بينهما فاصل كقاعد، وظالم، وخامد⁣(⁣١)، وصاعد، وضامن، وغائب، وطائف؛ لقوته حينئذ بالقرب، فيمال نحو: غوالب؛ لضعفه بالفصل.

  وبعضهم لا يميل مع الفصل بحرف بشرط أن يكون في كلمتها، وهو الذي أراد بقوله: (أو بحرف(⁣٢) في كلمتها على رأي) يعني وأما في غير كلمتها فلا أثر لحرف الاستعلاء اتفاقاً نحو: سَبط عالمٌ؛ لأن المستعلي لما كان في كلمة منفصلة صار كالعدم.

  ومقتضى كلامه أن بعضهم يختص بأنه لا يُميل مع الفصل بحرف مطلقاً⁣(⁣٣)، والمفهوم من كلام الرضي أن بعضهم يختص بأنه يجعل للمستعلي مع الفصل بالحرف أثراً إذا كان المستعلي مكسوراً نحو: قفاف⁣(⁣٤)، أو ساكناً نحو: مصباح، وأما لو كان مضموماً نحو: «خُفاف⁣(⁣٥)» في حال الجر، أو مفتوحاً نحو: «غوالب» فاتفاق أنه يؤثِّر ويمنع من الإمالة.


(١) خمدت النار تخمد - من باب قعد - خموداً، إذا سكن لهبها، ويقال: قوم خامدون لا تسمع لهم حساً، مأخوذ من خمود النار.

(٢) معطوف على مقدر، تقديره: الاستعلاء مانع قبلها يليها بغير حرف أو بحرف في كلمتها، لا غير كلمتها على رأي، ومانع بعدها يليها بغير حرف وبحرف وبحرفين على الأكثر. ركن الدين.

(٣) أي: سواء كان حرف الاستعلاء مضموماً أم مفتوحاً أم ساكناً أم مكسوراً.

(٤) قِفاف: جمع قُف، وهو ما ارتفع من متن الأرض. صحاح.

(٥) الخفاف - كغراب -: الخفيف.