[زيادة اللام]
  (و) غير باب (طاب) أي: الألف المنقلبة عن ياء، (و) غير باب (صغى) أي: الألف الصائرة ياء مفتوحة - (مانعٌ) من الإمالة؛ لمناقضته للإمالة؛ لأن اللسان ينخفض بالإمالة ويرتفع بهذه الحروف.
  وقال: في غير هذه الأبواب المذكورة، يعني وأما فيها فلا تمنع الإمالة؛ لقوة سببها فيها.
  وحرف الاستعلاء قد يكون قبلها وقد يكون بعدها، وإنما يمنع إن كان (قبلها) أي: قبل الألف، بشرط أن (يليها) بحيث لا يفصل بينهما فاصل كقاعد، وظالم، وخامد(١)، وصاعد، وضامن، وغائب، وطائف؛ لقوته حينئذ بالقرب، فيمال نحو: غوالب؛ لضعفه بالفصل.
  وبعضهم لا يميل مع الفصل بحرف بشرط أن يكون في كلمتها، وهو الذي أراد بقوله: (أو بحرف(٢) في كلمتها على رأي) يعني وأما في غير كلمتها فلا أثر لحرف الاستعلاء اتفاقاً نحو: سَبط عالمٌ؛ لأن المستعلي لما كان في كلمة منفصلة صار كالعدم.
  ومقتضى كلامه أن بعضهم يختص بأنه لا يُميل مع الفصل بحرف مطلقاً(٣)، والمفهوم من كلام الرضي أن بعضهم يختص بأنه يجعل للمستعلي مع الفصل بالحرف أثراً إذا كان المستعلي مكسوراً نحو: قفاف(٤)، أو ساكناً نحو: مصباح، وأما لو كان مضموماً نحو: «خُفاف(٥)» في حال الجر، أو مفتوحاً نحو: «غوالب» فاتفاق أنه يؤثِّر ويمنع من الإمالة.
(١) خمدت النار تخمد - من باب قعد - خموداً، إذا سكن لهبها، ويقال: قوم خامدون لا تسمع لهم حساً، مأخوذ من خمود النار.
(٢) معطوف على مقدر، تقديره: الاستعلاء مانع قبلها يليها بغير حرف أو بحرف في كلمتها، لا غير كلمتها على رأي، ومانع بعدها يليها بغير حرف وبحرف وبحرفين على الأكثر. ركن الدين.
(٣) أي: سواء كان حرف الاستعلاء مضموماً أم مفتوحاً أم ساكناً أم مكسوراً.
(٤) قِفاف: جمع قُف، وهو ما ارتفع من متن الأرض. صحاح.
(٥) الخفاف - كغراب -: الخفيف.