المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

الإعلال

صفحة 48 - الجزء 2

الإعلال

  ولما فرغ من تخفيف الهمزة شرع في الإعلال فقال: (الإعلال) لغة: جعل الشيء عليلاً، سمي به التغيير المذكور لأن ذلك التغيير علة حدثت بالحرف. ويحتمل أن يكون من أفعل الذي للسلب، وكأن معنى أعل الكلمة: أزال علتها، أي: ثقلها؛ لأن العلة ثقل، فعلى هذا يكون معناه لغة: إزالة العلة.

  وفي الاصطلاح: (تغيير حرف العلة) أي: تغيير ذاته بقلب أو حذف، أو صفته بالإسكان. واحترز بقوله: «حرف العلة» عن غيره كالهمزة وغيرها مما يغير، فإنه لا يسمى تغييره إعلالاً⁣(⁣١) (للتخفيف) احترز به عن تغييره للإعراب كما في نحو: أبوك ومسلمان ومسلمون.

  (ويجمعه القلب) كقال (والحذف) كـ «لم يقل» (والإسكان) كـ «يقول⁣(⁣٢)»، يعني: لا يخرج الإعلال عن هذه الثلاثة. ولفظ القلب في اصطلاحهم مختص بإبدال حروف العلة والهمزة بعضها مكان بعض، والمشهور في غير الأربعة لفظ الإبدال، وكذا يستعمل⁣(⁣٣) في الهمزة أيضاً.

  (وحروفه) أي: حروف الإعلال التي يكون فيها (الألف والواو والياء) سميت الثلاثة حروف علة لأنها تتغير ولا تبقى على حال واحد في الأغلب، شبهت بالعليل المنحرف المزاج، المتغير حالاً بحال. وتغيير⁣(⁣٤) هذه الحروف لطلب الخفة ليس لغاية ثقلها، بل لغاية خفتها بحيث لا تحتمل أدنى ثقل، وأيضاً لكثرتها في الكلام؛ لأنه إن خلت كلمة من أحدها فخلوها من أبعاضها - أعني: الحركات - محال، وكل كثير مستثقل وإن خف.


(١) فلا يقال لتغيير الهمزة بأحد الثلاثة إعلال، نحو: راس ومسلة والمراة، بل يقال: إنه تخفيف للهمزة. رضي.

(٢) أصله: يقول، بإسكان القاف وضم الواو، فنقلت الضمة إلى القاف.

(٣) أي: الإبدال.

(٤) «تغيير» مبتدأ، وقوله: «ليس لغاية» خبره.