الإعلال
الإعلال
  ولما فرغ من تخفيف الهمزة شرع في الإعلال فقال: (الإعلال) لغة: جعل الشيء عليلاً، سمي به التغيير المذكور لأن ذلك التغيير علة حدثت بالحرف. ويحتمل أن يكون من أفعل الذي للسلب، وكأن معنى أعل الكلمة: أزال علتها، أي: ثقلها؛ لأن العلة ثقل، فعلى هذا يكون معناه لغة: إزالة العلة.
  وفي الاصطلاح: (تغيير حرف العلة) أي: تغيير ذاته بقلب أو حذف، أو صفته بالإسكان. واحترز بقوله: «حرف العلة» عن غيره كالهمزة وغيرها مما يغير، فإنه لا يسمى تغييره إعلالاً(١) (للتخفيف) احترز به عن تغييره للإعراب كما في نحو: أبوك ومسلمان ومسلمون.
  (ويجمعه القلب) كقال (والحذف) كـ «لم يقل» (والإسكان) كـ «يقول(٢)»، يعني: لا يخرج الإعلال عن هذه الثلاثة. ولفظ القلب في اصطلاحهم مختص بإبدال حروف العلة والهمزة بعضها مكان بعض، والمشهور في غير الأربعة لفظ الإبدال، وكذا يستعمل(٣) في الهمزة أيضاً.
  (وحروفه) أي: حروف الإعلال التي يكون فيها (الألف والواو والياء) سميت الثلاثة حروف علة لأنها تتغير ولا تبقى على حال واحد في الأغلب، شبهت بالعليل المنحرف المزاج، المتغير حالاً بحال. وتغيير(٤) هذه الحروف لطلب الخفة ليس لغاية ثقلها، بل لغاية خفتها بحيث لا تحتمل أدنى ثقل، وأيضاً لكثرتها في الكلام؛ لأنه إن خلت كلمة من أحدها فخلوها من أبعاضها - أعني: الحركات - محال، وكل كثير مستثقل وإن خف.
(١) فلا يقال لتغيير الهمزة بأحد الثلاثة إعلال، نحو: راس ومسلة والمراة، بل يقال: إنه تخفيف للهمزة. رضي.
(٢) أصله: يقول، بإسكان القاف وضم الواو، فنقلت الضمة إلى القاف.
(٣) أي: الإبدال.
(٤) «تغيير» مبتدأ، وقوله: «ليس لغاية» خبره.