المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[بيان إعلال الواو والياء إذا كانتا فائين]

صفحة 54 - الجزء 2

  والمعلوم خلافه. والصواب أن يقال: الشرط إما تحركها أو أن لا تكون زائدة منقلبة عن زائد.

  (وقال المازني: و) تقلب الواو التي هي فاء همزة جوازاً قياساً أيضاً (في) ما كانت فيه مكسورة (نحو: إشاح) لثقل الكسرة وإن كان ثقلها أقل من الضمة. فاستثقل ذلك في أول الكلمة دون وسطها كطويل، والأولى كون ذلك سماعاً.

  (والتزموه) أي: قلب الأولى همزة (في الأولى) مع أن الثانية ساكنة (حملاً) للمفرد (على) الجمع الذي هو (الأُوَل)، فلا يرد اعتراضاً على اشتراط تحرك الثانية. وقد عرفت من المنقول عن نجم الأئمة ما لا يحتاج معه إلى الاعتذار عن وجوب قلب واو «أولى» همزة.

  (وأما) الواو المفتوحة المصدرة وإن كان قد جاء قلبها همزة في كلمات قليلة منها: (أناة) في وناة، وهي المرأة التي فيها فتور، (وأحد) في وحد، (وأسماء) في وسماء، اسم امرأة، فعلاء من الوسامة وهي الحسن، وليس جمع اسم؛ لأن التسمية بالصفة أكثر من التسمية بالجمع، (فعلى غير القياس).

  (ويقلبان) أي: تقلب كل من الواو والياء اللتين هما فاءان (تاء في) افتعل (نحو: اتعد) من الوعد، أصله اوتعد، (واتسر) من اليسر، أصله: ايتسر - فراراً من تخالف التصاريف بالواو والياء لو لم تقلبها؛ إذ كنت تقول في الأول: إيتعد⁣(⁣١)، وفيما لم يسم فاعله: اُوتُعِد، وفي المضارع واسم الفاعل واسم المفعول⁣(⁣٢) بالواو، وفي الأمر بالياء. وفي الثاني: إيْتَسر، وفيما لم يسم فاعله: أُوْتُسِر، وكذا في اسم الفاعل واسم المفعول بالواو.

  وخصت التاء لقربها كثيراً من الواو لتقارب مخرجيهما، وحملت الياء


(١) لسكونها وانكسار ما قبلها.

(٢) في المضارع: يَوتَعد، واسم الفاعل مُوْتعد، واسم المفعول موتَعد.