المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[بيان إعلال الواو والياء إذا كانتا فائين]

صفحة 55 - الجزء 2

  عليها⁣(⁣١)، مع ما يحصل بقلبهما تاء من التخفيف بالإدغام.

  وقد يوجد في بعض النسخ بعد قوله: «اتسر» قوله: (على الأفصح) وهو إشارة إلى ما قيل: إن بعض أهل الحجاز لا يلتفت إلى تخالف أبنية الفعل ياء وواواً فيقول: ايتعد وايتسر، ويقول في المضارع: ياتعد وياتسر، ولا يقول: يوتعد وييتسر؛ استثقالاً للواو والياء بين الياء المفتوحة والفتحة كما في ياجل.

  (بخلاف) فاء افتعل التي هي ياء منقلبة عن الهمزة، نحو: (ايتزر) في أئتزر، فلا تقلب ياؤه تاء؛ لأنه وإن وجب قلب همزته مع همزة الوصل المكسورة ياء، وحكم حرف العلة المنقلب عن الهمزة انقلاباً واجباً حكم حرف العلة الأصلي كما مر⁣(⁣٢)، لكن لما كانت همزة الوصل لا تلزم - إذ كنت تقول: «قال: ائتزر» فترجع الهمزة - روعي⁣(⁣٣) أصل الهمزة. وبعض البغدادية جوّز قلب يائها تاء فقال: اتزر واتسر، وقرئ شاذاً: {الذي اتُّمِن أمانته}.

  (وتقلب الواو) التي هي فاء (ياء إذا) سكنت و (انكسر ما قبلها، والياء واواً إذا) سكنت و (انضم ما قبلها) لاستثقالهما ساكنتين بعد الحركة المخالفة لهما مخالفة كلية (نحو: ميزان وميقات) مثال لما قلبت فيه الواو ياء؛ إذ هما من الوزن والوقت، (وموقظ وموسر) مثال لما قلبت فيه الياء واواً؛ إذ هما من اليقظة واليسر. والكسرة التي قبل الواو قد تكون في كلمتها كما تقدم، وقد تكون في غيرها نحو: يا غلامِ ايجل.

  وكذا الضمة قبل الياء قد تكون في كلمتها كما تقدم، وقد تكون في غيرها نحو: يا زيد وأس. وظاهر كلام المصنف عدم الفرق في وجوب القلب بين الواو والياء مطلقاً⁣(⁣٤)، وكأنه لغة الأكثر.


(١) أي: على الواو.

(٢) في شرح قوله: وبأداء تركه إلى اجتماع همزتين عند الخليل.

(٣) جواب «لما».

(٤) سواء كانت في كلمتها أو في غيرها.