المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[قلب الواو والياء إذا كانتا عينا ألفا ثم همزة]

صفحة 77 - الجزء 2

  وقال في الثاني⁣(⁣١) مما يقلبان فيه ألفاً ثم همزة كما تقدم: (وفي نحو: أوائل وبوائع) جمع أول وبايعة (مما وقعتا فيه) أي: الواو والياء اللتان هما عينان (بعد ألف باب مساجد) مما بعد الألف فيه حرفان فقط (وقبلها(⁣٢) واوٌ أو ياءٌ) سواء اتفق ما بعد الألف منهما وما قبلها بأن يكون كلاهما واوًا كأوائل أو ياءً كبيايع جمع بيّع - أو اختلفا، بأن يكون الأول واواً والثاني ياءً كما في بوايع جمع بويعة، فوعلة⁣(⁣٣) من البيع، أو بالعكس نحو: عيايل جمع عيِّل⁣(⁣٤)، وأصله عيْوِل؛ لأنه من عال يعول.

  وإنما أعلتا في الجمع المذكور إعلال نحو: «قائل» لاكتناف حرفي العلة لألف الجمع الأقصى، مع كون الحاجز بين العين والفتحة غير حصين لكونها ألفاً زائدة، ومع قربهما من الطرف الذي هو محل التغيير، فخففتا بذلك الإعلال، ولم تحذف الأولى لالتقاء الساكنين⁣(⁣٥) لأنها علامة الجمع.

  (بخلاف) الجمع الذي بعدتا فيه عن الطرف (نحو: عواوير) جمع عُوَّارٍ، وهو القذى (وطواويس(⁣٦)) جمع طاووس، وهو الطائر المعروف.

  (و) أما (ضياون) جمع ضيون كجدول وهو السَّنَور البري - حيث لم يعل فإنه (شاذ) والقياس: ضيائِن.

  (و) إنما (صح عواور) قال:

  وكحّل العين بالعواوِر

  مع أن قياسه: عوائر (وأعل عيائيل) مع أن قياسه عياييل بالياء لبعدها عن


(١) من الموضعين الآخرين.

(٢) أي: قبل ألف باب مساجد.

(٣) وإنما جعلوه جمع فوعلة وإن كان بائعة أيضا كذلك دفعًا لوهم من يتوهم أن الهمزة في بوائع فرع على مفردها، فدفعوا هذا الوهم بتقدير مفرد لا همزة فيه. جاربردي.

(٤) كسيد، وهو الفقير.

(٥) وهما ألف الجمع والهمزة عند قلبها ألفًا.

(٦) فإنها لا تقلب الواو فيه همزة؛ لبعدها عن الطرف بواسطة المدة التي بعدها، ولاعتمادها عليها.