المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[إعلال العين سواء كانت واوا أو ياء بنقل حركتها أو بحذفها]

صفحة 87 - الجزء 2

  (و) قلب الواو المشددة ياء في لفظ «النُّيام» في قوله:

  ألا طرَقَتْنا ميَّةُ ابنةُ منذرٍ ... فما أرَّقَ النُّيَّام إلا سلامُها⁣(⁣١)

  أشّذ) من القلب في صُيَّم وقُيَّم؛ للبعد من الطرف.

[إعلال العين سواء كانت واوا أو ياء بنقل حركتها أو بحذفها]

  ثم ذكر نوعين آخرين من إعلال العين سواءً كانت واواً أو ياء، وإنما أخرهما عن الأنواع المختصة بكل واحد من الواو والياء مع أن لهما اتصالاً بما يعلان فيه بقلبهما⁣(⁣٢) ألفاً من حيث شمولهما لهما، أعني للواو والياء، ولأن محل هذين النوعين داخل في ضابط ما يجب القلب فيه ألفاً، ومن ثم اعتذر لإعلالهما بغير ذلك بقوله سابقاً: «وأعل نحو: يقوم ويبيع، أصلهما: يَقْوُم ويَبْيِع ... إلخ» - استيفاءً⁣(⁣٣) للأقسام التي يقلبان⁣(⁣٤) فيها على التوالي، فقال في الأول:

[إعلال العين بنقل حركتها]

  (وتسكنان وتنقل حركتهما) فيما كانت فيه ضمة أو كسرة من متصرفات الفعل المعل كالْمُضَارِعِ (في نحو: يَقُوم ويَبِيْع) أصلهما يَقْوُم ويَبْيِع، وكان حقه أن يعل بإعلال أصله - أعني: قام وباع - إلا أنه ترك ذلك (لِلَبْسِهِ) لو أعل به، أي: للبس يفْعُل بالضم أو الكسر (بباب يخاف) أي: بيفعَل المفتوح العين؛ فإن يفعَل المفتوح العين قد أعل بإعلال أصله لإمكانه فيه؛ إذ لم يؤد


= فُعَّل جمعا من الأجوف الواوي، نحو: صيم وصوَّم وقوم وقيم قلبها ياء، والتصحيح أولى، قال: وحكم المصنف بشذوذ قلب الواو في نحو صوم وكلام سيبويه يشعر بكونه قياسًا. منه.

(١) استشهد به على أن النيام أشذ من صيَّم؛ لأن ألف فعال فاصلة بين العين واللام فبعدت العين من الطرف، بخلاف صيم فلم يفصل بين العين واللام ألف. ومية: معشوقة ذي الرمة، وأرقه تأريقًا: أسهره، والطروق: المجيء في الليل. من شرح شواهد الشافية بتصرف.

(٢) يعني فكان القياس تقديم ذكر هذين النوعين على الأنواع المختصة.

(٣) علة لقوله: «وإنما أخرهما ... الخ».

(٤) صوابه: «يعلان فيها» لأنه لا قلب هنا، بل نقل وإسكان.