المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[إعلال العين بنقل حركتها]

صفحة 89 - الجزء 2

  (و) المحذوف (عند الأخفش العين) في الواوي واليائي كما هو قياس التقاء الساكنين، فقيل له: فينبغي أن يبقى عندك «مبوع» فما هذه الياء في مبيع؟ فأجاب بما قال المصنف: (و) هو أنها لما نقلت الضمة⁣(⁣١) إلى ما قبلها كسرت الضمة لأجل الياء قبل حذف الياء، ثم حذفت الياء للساكنين، ثم (انقلبت واو مفعول عنده ياء للكسرة) التي قبلها.

  قال الرضي: وفيه نظر؛ لأن الياء إنما تستحق قلب ضمة ما قبلها كسرة إذا كانت مما يبقى⁣(⁣٢) لا مما يحذف، فالأولى أن يقال على مذهبه: حذفت الياءُ أولاً، ثم قلبت الضمة كسرة فانقلبت الواو ياءً.

  (فخالفا أصليهما) أما سيبويه فلأنه حذف ثاني الساكنين⁣(⁣٣)، وأصله وأصل غيره حذف أولهما، وأما الأخفش فلأن أصله أن الياء الساكنة تقلب واواً لضم ما قبلها وإن كانت الياء مما يبقى، وقد كسَر هاهنا ضم ما قبل الياء مع أن الياء مما يحذف.

  (وشذ(⁣٤)) قلب العين في الواوي ياءً نحو: (مَشِيْبٌ) في مشوب، من شاب يشوب، ومثله: مَنِيْل من نال ينول، أي: أعطى، ومليم في ملوم، كأنها بنيت على شِيْب ونِيْل ولِيْم⁣(⁣٥).

  (و) شذ أيضاً قلب العين في اليائي واواً نحو: (مَهُوْب(⁣٦)) في مهيب من الهيبة، كأنه بني على هُوْب كبُوْع.


(١) أي: ضمة الياء.

(٢) مثل بيض وبيضان، لا مما يحذف كما هنا.

(٣) لقائل أن يقول: الأصل عنده وعند غيره كذلك إذا كان أولهما حرف مد، أي: مسبوقا بحركة تجانسه، واسم المفعول من الأجوف اليائي بعد أن نقلت حركة الياء إلى الساكن الصحيح قبلها لا تبقى الياء حرف مد؛ لأن قبلها ضمة، فإذا حذف الياء لا يقال: إنه خالف أصله.

(٤) إنما قال: «وشذ ... الخ» لأن قياس اسم المفعول من شاب يشوب ونال ينول ولام يلوم مشوب وملوم ومنول، كمقول من قال يقول.

(٥) أي: على المبني للمجهول.

(٦) والقياس مهيب؛ لأنه من هابه هيبة، فقياسه الياء كمبيع من باع.