المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[إعلال العين بحذفها]

صفحة 90 - الجزء 2

  (وكثر) استعمال اليائي على الأصل، أعني: بدون الإعلال (نحو: مبيوع) ومخيوط، وهي لغة تميمية، (وقَلّ) عدم إعلال الواوي (نحو: مصوون) من صانه يصونه؛ لكون الواوين أثقل من الواو والياء. ومنع سيبويه ذلك وقال: لا نعلمهم أتموا الواوات. وحكى الكسائي: خاتم مصووغ، وأجاز فيه⁣(⁣١) كله أن يأتي على الأصل قياساً.

  وفي بعض النسخ: (وإعلال نحو: تلووا ويستحيي قليل) يعني أن «تلووا» أصله تلوِيُوا كتضربوا، ثقلت الضمة على الياء فحذفت، وحذفت الياء لالتقاء الساكنين، ثم ضُمَّت الواو الأولى لمناسبة الواو الأخيرة، وقد تعل⁣(⁣٢) مرة أخرى بنقلِ ضمة الواو الأولى إلى اللام وحذفها لالتقاء الساكنين، وهو قليل؛ لما فيه من الجمع بين الإعلالين في الثلاثي. وكذا يستحيي مضارع استحيا قد يعل بنقل كسرة الياء إلى الحاء وحذفها للساكنين، وهو أيضاً قليل؛ إذ لا مقتضى للإعلال فيه كما تقدم⁣(⁣٣).

  ولفظة «نحو» في قوله: «نحو تلووا» تشعر بأنه يجوز على قلة نحو: «لم يَطُوْ» في «لم يَطْوُوْا»، ونحو: «يستعي» في «يستعيي» إن سمع، فينظر في ذلك.

[إعلال العين بحذفها]

  وقال في الثاني: (ويحذفان) أي: الواو والياء وجوباً (في) ثلاثة مواضع:

  أولها: (نحو: قلت، وبِعْت، وقُلْن، وبِعْن) يعني ما اتصلت به تاء الضمير أو نونه مما انقلبت عينه في الماضي الغائب ألفاً؛ لالتقاء⁣(⁣٤) الساكنين، أعني تلك العين التي صارت ألفاً ولام الكلمة؛ إذ تسكن لأجل الضمير. وهذا⁣(⁣٥) حكم


(١) أي: في الواوي واليائي.

(٢) وهو المراد بقوله: «قليل».

(٣) لعدم إعلال أصله وهو استحيا؛ لعدم السبب وهو شرط كما تقدم.

(٤) علة للحذف.

(٥) أي: الحذف.