[جواز حذف العين]
  (وفي) الأجوف من الثلاثي الماضي المغير الصيغة أعني به (باب قيل) من الواوي (وبيع) من اليائي (ثلاث لغات: الواو والياء) لأن أصلهما: قُوِل وبُيِع - بكسر العين -، استثقلت الكسرة على حرف العلة فحذفت عند المصنف؛ إذ لا نقل عنده إلى متحرك، فبقي «قُوْل» و «بُيْع» بواو وياء ساكنتين بعد الضمة، فبعضهم يقلب الياء واواً في بيع لتسلم الضمة، فيقول: قول وبوع، وهي أقل اللغات. وبعضهم يقلب الضمة في بيع كسرة لتسلم الياء، وحمل عليه(١) قُوْل.
  وعند الجزولي: نقلت الكسرة إلى ما قبلها؛ لأن الكسرة أخف من حركة ما قبلها(٢)، وقصدهم التخفيف ما أمكن، فيجوز على هذا نقل الحركة إلى متحرك بحذف حركته إذا كانت حركة المنقول أخف من حركة المنقول إليه، فبقي قِوْل وبِيْع، فقلبت الواو ياء(٣).
  قال(٤): وبعضهم يسكن العين ولا ينقل الكسرة إلى ما قبلها، فتبقى الواو على حالها(٥)، وتقلب الياء واواً لضمة ما قبلها، فيقال: قُوْل وبُوْع.
  قال الرضي: وقول الجزولي أقرب؛ لأن إعلال الكلمة بما تقتضيه نفسها أولى من حملها في الإعلال على غيرها(٦)، وهو - أي: المصنف - إنما اختار حذف الكسرة لاستبعاد نقل الحركة إلى متحرك، ولا بعد فيه على ما ذكرنا(٧). يعني إذا كان حركة المنقول أخف من حركة المنقول إليه.
(١) لأنه معتل العين مثله، فقلبت الضمة كسرة فانقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها.
(٢) وهي الضمة.
(٣) كما في ميزان.
(٤) أي: الجزولي. والجزولي - بضم الجيم والزاي - أبو موسى، واسمه عيسى.
(٥) في قول، وقوله: «وتقلب الياء واوا ... الخ»، أي: في بوع.
(٦) يعني أن الجزولي أعل نحو قيل بما تقتضيه، حيث نقل الكسرة من عين الكلمة إلى فائها، ثم قلبت الواو ياء لمناسبته الكسرة، وأما المصنف فإنه حمله على بيع كما ذكره الشارح في قوله: «وحمل عليه قول».
(٧) هذه نهاية كلام الرضي المنقول من شرح الكافية، إلا أنه قال: «ولا بعد فيه على ما بيَّنا» بدل قوله: «على ما ذكرنا».