المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[قلب اللام إذا كانت واوا ياء]

صفحة 106 - الجزء 2

  إن شاء الله تعالى بيان كون التاء في قلنسوة لازمة.

  (وبخلاف) الواو التي ليست بلام، وهي (العين كالقُوبا(⁣١)) فإنها لا تقلب ياء؛ للبعد من الطرف، وأما الفاء نحو «مُواعِد» فأبعد، ولذلك لم يذكرها.

  قوله: (والخُيَلاء) يعني وبخلاف الخيلاء، فإن الضمة التي قبل الياء فيها لا تقلب كسرة؛ لكون الياء عيناً، وإنما تقلب الضمة كسرة إذا كانت قبل الياء المتطرفة. وإنما ذكرها مع «القوبا» مع أن كلامه في الواو المضموم ما قبلها لأن الياء المضموم ما قبلها في حكم الواو المضموم ما قبلها في وجوب قلب الضمة معها كسرة حيث يجب قلب ضمة ما قبل الواو كالترامي، وعدم وجوب قلبها حيث لا يجب مع الواو كالخيلاء.

  ولما كان المفهوم من قوله: «بعد ضمة» أن التي بعد سكون لا تقلب خصص ذلك المفهوم بقوله: (ولا أثر للمدة الفاصلة) بين الواو والضمة - ولا تكون تلك المدة إلا واواً⁣(⁣٢) - إذا كانت تلك المدة (في الجمع) فإنها لا تؤثر في حكم من الأحكام الثابتة في الكلمة على تقدير عدم المدة، بل وجودها وعدمها سواء (إلا في الإعراب) فإنه كان الحكم في الكلمة بدونها أنه تقديري في حال الرفع والجر، وهو مع وجودها لفظي (نحو: عُتِيّ) جمع عاتٍ (وجُثِيّ) جمع جاثٍ، أصلهما عُتُوٌّ وجُثُوٌّ كقاعد وقعود، فلا تؤثر المدة في عدم قلب الواو ياء والضمة قبلها كسرة، بل تقلب الواو ياء، فتنقلب المدة أيضاً ياء⁣(⁣٣)، والضمة التي قبلها كسرة، لكنها لقوتها بإدغام الياء فيها لا تحذف كما تحذف في نحو: أَدْلٍ، فيبقى الإعراب عليها لفظياً في حال الرفع والجر.


(١) القُوْبا والقوَبا: الداء يظهر في الجسد ويخرج عليه. قاموس. وهي بالمد والواو مفتوحة وقد تسكن للتخفيف.

(٢) إذ الألف والياء لا يمكن وقوعهما بعد الضمة؛ وذلك لتعذر النطق بالألف بعد الضمة واستثقال الياء بعدها.

(٣) لاجتماعها مع الياء التي هي لام الكلمة وسبقها بالسكون. جاربردي معنى.