المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[قلب اللام إذا كانت واوا ياء]

صفحة 107 - الجزء 2

  وإنما لم تؤثر في الجمع لثقله فناسبه التخفيف⁣(⁣١) (بخلاف المفرد) فإنها تؤثر في عدم وجوب قلبها ياءً كما تؤثر في الإعراب، نحو: عُتُوّ وجُثُوّ مصدري: عتا وجثا. ومَعْدُوٌّ: اسم مفعول من عدا يعدو، ومَغْزُوٌّ من غزا يغزو.

  (و) إذا قلبت الواو ياء فإنها (قد تكسر الفاء) فيما هو على وزن فُعُول⁣(⁣٢) (للإتباع) يعني لإتباع حركتها حركة العين (فيقال: عِتِي وجِثِي) بكسر فائهما. (و) عدم القلب اعتداداً بالمدة في نحو: (نُحُوٍّ) في جمع نَحْوٍ، يقال: إنه لينظر في نُحُوٍّ كثيرة، أي: جهات كثيرة (شاذ) والقياس: نُحِيٌّ. ومثله نُجُوٌّ جمع نَجْو، وهو السحاب، وأُخُوٌّ وأُبُوٌّ جمع أخ وأب.

  (وقد جاء) عدم الاعتداد بالمدة الفاصلة في المفرد أيضاً نحو: (معديّ ومَغْزِيّ كثيراً) قال:

  أنا الليث مَعْدِياً عليه وعاديا⁣(⁣٣)

  (والقياس الواو) لخفة المفرد.

  واعلم أن نجم الأئمة جعل الأقسام مع المدة الفاصلة أربعة، اثنان منها يجب فيهما القلب، أحدهما الجمع على فُعُول نحو «عُتُوّ» كما ذكره المصنف.

  وثانيهما تكون فيه الضمة على واو نحو: غُزْوُيّ على وزن عصفور من الغزو، ومنه مَقْوِيّ مفعول من القوة.


(١) بالإعلال.

(٢) جمعا كان أو مفردا. ركن.

(٣) هذا عجز بيت لعبد يغوث بن وقاص الحارثي، وصدره قوله:

وقد علمت عرسي مليكة أنني

وعرس الرجل - بكسر فسكون -: امرأته. ومليكة: اسمها، وهو بضم أوله وفتح ثانيه. والاستشهاد بالبيت في قوله: «معديا» حيث جاء به معلا، وهو من عدا يعدو، وكان حقه أن يقول: معدوًّا، ولكنه شبهه بالجمع فأعله، ومنهم من يجعله جاريا على عدي المبني للمجهول، أي: فلما أعل فعله أعل هو حملا عليه. من حواشي شرح الرضي.