المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[قلب الياء واوا]

صفحة 110 - الجزء 2

  وتفاحة وسفينة ولَبِنة.

  وإنما جاز الهمزة في الأسماء الثلاثة نظراً إلى عدم لزوم التاء؛ إذ يقال: «صلاء» و «عباءٌ» و «عَظاءٌ» في الجنس.

  وقال الرضي: عدم لزومها فيها يخرجها عن الشذوذ وإن كان الأصل لزومها، ولو اتفق غير هذه الثلاثة في مثل حالها⁣(⁣١) لجاز فيه الوجهان أيضاً قياساً.

[قلب الياء واوًا]

  ثم ذكر نوعاً آخر من إعلال اللام لكنه مختص بالياء فقال: (وتقلب الياء واواً في فَعْلى اسماً كَبَقْوى) وهو بمعنى الإبقاء، وهو الرحمة⁣(⁣٢) والرعاية (وتَقْوى) وهي التقيَّة والورع، وهي غير منصرفة لأن ألفها للتأنيث.

  وفي الكشاف أنه روى سيبويه عن عيسى بن عمر: «على تقوىً من الله» بالتنوين، ووجهه⁣(⁣٣) أنه جعل الألف للإلحاق لا للتأنيث كتترىً، فمن⁣(⁣٤) نوّن ألحقها بجعفر.

  أصلهما: بَقْيا وتَقْيا، والتاء في «تقيا» مبدلة من الواو؛ لأنها من وقيت، فأصلها وقيا، فقلبت الواو تاءً كما في: تراث وتخمة، فصارت تقيا، فقلبت الياء واواً؛ قصداً لاعتدال طرفي الكلمة؛ لئلا يكون طرفاها كلاهما خفيفين، أعني: الفتحة في الأول والياء في الآخر، وخص الاسم بذلك لسبقه على الصفة، ولقصد


= والكثير ويميز واحده بالتاء - غالب سماعا في غير المصنوع من الأمور المخلوقة. الخ.

(١) بأن تكون تاؤه ليست لازمة ويكون أصلها اللزوم.

(٢) قال في الصحاح: أبقيت على فلان، إذا أرعيت عليه ورحمته، والاسم منه البقيا، وكذلك البقوى بفتح الباء. صحاح معنى.

(٣) قال في الكشاف: فإن قلت: فما وجه ما روى سيبويه عن عيسى بن عمر: «على تقوى من الله» بالتنوين؟ قلت: قد جعل الألف للإلحاق، لا للتأنيث كتترى فيمن نون ألحقها بجعفر.

(٤) في نسخة على نسخة المصنف: «فيمن نون»، وهي عبارة الكشاف كما تقدم، قال الجاربردي: وإنما قال: «فيمن نون» لأن بعضهم يجعل الألف للتأنيث. وقد تقدم في الإمالة.