المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[العلامات التي بها يعرف الإبدال]

صفحة 126 - الجزء 2

  وأيضاً العلامة الأخيرة لا تطرد، ألا ترى إلى تخلفها في نحو: غَزوٍ وغُزَيّ⁣(⁣١).

  (وبلزوم بناءٍ مجهولٍ) أي: يعرف الإبدال بأنك إن لم تحكم في الكلمة بكون حرف فيها بدلاً من حرف آخر لزم بناء مجهول (كهراق) الماء بمعنى أراقه، فإنك إن لم تحكم بأن الهاء بدل لزم بناء «هَفْعَل» وهو مجهول، يعني: ليس من الأبنية المعروفة. (و) مثله (اصطبر وادّارك) في اصتبر وتدارك، فإنك لو لم تحكم بإبدال الطاء في الأول والدال في الثاني لزم بناء «افطعل» و «افَّاعَل» وهما مجهولان⁣(⁣٢). ولو ترك «ادّارك» لكان أولى؛ لأن جعل الحرف فيه مكان الحرف للإدغام، وليس مما نحن فيه كما عرفت وكما سيأتي.

  قال الرضي: «ولقائل أن يمنع لزوم بناءٍ مجهول في افطعل وافَّاعل، وذلك بأن يقول: كل⁣(⁣٣) ما هو على هذين الوزنين وفاء الأول حرف إطباق، وفاء الثاني دال أو ثاء⁣(⁣٤) أو تاء أو غيرهما مما يجيء في بابه - فإن بعد فاء الأول طاء، وقبل فاء الثاني حرفاً مدغماً فيه، فهما بناءان مطردان لا مجهولان. بلى، يعرف كون الحرفين في البنائين بدلين بأن الطاء لا يجيء في مكان تاء الافتعال إلا إذا كان قبلها حرف إطباق، وهي⁣(⁣٥) مناسبة للتاء في المخرج، ولما قبلها من حروف الإطباق بالإطباق، فيغلب على الظن إبدال التاء طاءً؛ لاستثقالها⁣(⁣٦) بعد حرف الإطباق، ومناسبة الطاء لحرف الإطباق والتاء، وكذا الكلام في الحرف المدغم في نحو: ادَّكر واثَّاقل».


= حرف الفرع أصل، وإن عرض في الفرع علة الإبدال التي لم تكن في الأصل كما عرض بضم فاء ضويرب علة قلب ألف ضارب واوًا عرفت أن حرف الفرع فرع. رضي.

(١) فإن الحرف الذي اختلف الأصل والفرع فيه - وهو الواو - من الأصول؛ إذ هو لام الكلمة، وليس ما في الأصل هو البدل، بل الذي في الفرع هو البدل، وهو الياء فإنها بدل من الواو. وغُزَيّ مصغر غزو المذكور.

(٢) ومع الحكم بالإبدال يكون افتعل وتفاعل وهما معروفان.

(٣) قوله: «كل ما هو» مبتدأ، وقوله: «فإن بعد فاء الأول.» الخ خبر.

(٤) الدال نحو: ادارك، والثاء نحو: اثاقل، والتاء نحو: اتارك.

(٥) أي: الطاء.

(٦) أي: التاء.