المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[إبدال الواو]

صفحة 135 - الجزء 2

  (وطوبى) أصله طيبى، (وبوطر) أصله بيطر. (أو) وقعت لاماً لفعلى (نحو: بقوى(⁣١)) وعلة جميع ذلك ظاهرة مما تقدم⁣(⁣٢).

  (وشاذ) مخالف للقياس (ضعيف) مخالف للفصيح إبدالها من الياء (في: هذا أمر ممضوٌّ عليه) أصله ممضوي، من مضى يمضي، فقياسه ممضي. (و) كذا في (نَهُوٌّ عن المنكر) أصله: نَهُوْي عن المنكر، فقياسه: نَهِيٌّ، كأنها قلبت الياء واواً ليكون موافقاً لأَمُور؛ لأنهم يقولون: هذا أَمُوْرٌ بالمعروف ونهو عن المنكر، ولو قلبوا الواو ياء لكسرت الضمة فصار نَهِيٌّ، فلم يطابق أَمُوْرًا.

  وقالوا: الفُتُوَّة والنُّدُوَّة، أصلهما: الفُتُوْيَة والنُّدُوْيَة. (و) شاذ ضعيف أيضاً في (جباوة) قالوا: جبا الخراج جَبَاوَةً وجِبَايَة، والأصل جباية؛ لأنه أكثر.

  (ومن الهمزة) جوازاً (في نحو: جونة وجون) فيما وقعت فيه الهمزة ساكنة أو مفتوحة بعد مضموم؛ إذ أصلهما جؤنة وجؤن. وجونة العطار: حُقّته. قيل: المثال غلط؛ لأن تركيب «جأن» مهمل في الكلام، وحينئذ لا يعلم أن أصل عين جونة الهمزة، قال في الصحاح: «الجونة بالضم: مصدر الجَون⁣(⁣٣) من الخيل، والجُونة أيضاً: جونة العطار، وربما همزوا». وقول صاحب الصحاح: «وربما همزوا» ظاهر في إرادة عكس ما ذكره المصنف⁣(⁣٤).

  ووجوباً في نحو: اوتمن.

  (والميم) تبدل (من) أربعة: (الواو، واللام، والنون، والباء) الموحدة، (فمن الواو لازم في: فم) ولم يجئ إبدالها من الواو إلا فيه (وحده) وأصله فَوْهٌ⁣(⁣٥)؛ بدليل أفواه وفويه وتفوهت، حذفت الهاء لخفائها، ثم أبدلت


(١) والأصل بقيا، من أبقى عليه، أي: أشفق، وهو من بقي، أي: طلب بقاه. جاربردي.

(٢) في الإعلال. من الفرق بين الاسم والصفة.

(٣) صفة مشبهة.

(٤) لأنه جعله معتلا في الأصل، والهمزة فيه بدل من الواو. ركن الدين.

(٥) بإسكان الواو. زكريا.