[إبدال الواو]
  الواو ميماً؛ لئلا تسقط(١) فيبقى المعرب على حرف.
  (وضعيف(٢) في لام التعريف، وهي طائية) أي: في لغة طيء، قال عليه الصلاة والسلام: «ليس من امبر امصيام في امسفر»، قاله عليه [وآله] الصلاة والسلام مطابقة لقول النَّمِْر بن تولب: أمن امبر امصيام في امسفر؟ فلا يلزم فصاحته.
  (ومن النون لازم) في كل نون ساكنة قبل الباء (في) كلمة (نحو: عنبر وشنبى) مؤنث الأشنب، من الشنب، يقال: شنب الثغر، إذا رق وجرى عليه الماء.
  أو في كلمتين نحو: سميع بصير؛ وذلك لأنه يعسر التصريح بالنون الساكنة قبل الباء؛ لأن النون الساكنة يجب إخفاؤها مع غير حروف الحلق كما يجيء في الإدغام إن شاء الله تعالى، والنون الخفية ليست إلا الغنة التي معتمدها الأنف، والباء معتمدها الشفة، ويتعسر اعتمادان متواليان على مخرجي النفس المتباعدين، فطلب حرف تقلب النون إليه متوسط بين النون والباء، فوجدوه هو الميم؛ لأن فيه الغنة كالنون، وهو شفوي كالباء.
  وأما إذا تحركت النون نحو: شَنَب ونحوه فليست النون مجرد الغنة، بل أكثر معتمدها الفم بسبب تحركها، فلا جرم لم تقلب ميماً إلا على ضعف؛ فلذلك قال: (وضعيف في البنام) أصله: البنان، قال رؤبة:
  يا هال ذات المنطق التمت. ام ... وكفك المخضب البنام(٣)
(١) إذا قلبت ألفًا ولاقاها ساكن.
(٢) ولقائل أن يمنع كونها بدلًا من اللام؛ لجواز أن تكون مرادفة لها فتكون للتعريف بالاستقلال، لا لكونها بدلًا من اللام. ركن الدين.
(٣) هال: مرخم هالة، وأصلها الدائرة حول القمر ثم سمي به، والتمت. ام: الذي فيه تمت. مة، أي: تردد في الكلام. والاستشهاد بالبيت في قوله: «البنام»، حيث قلب النون ميمًا، وأصله البنان. من حواشي شرح الرضي.