المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[إبدال الواو]

صفحة 137 - الجزء 2

  (و) في قولهم: (طامه الله على الخير) أي: طانه، من الطينة، أي: جَبَله، ولم يسمع لطام تصرف.

  (و) ضعيف أيضاً إبدالها من الباء (في) قولهم: (بنات مَخْرٍ) في: بنات بخرٍ، وهي سحائب يأتين قبل الصيف بيض منتصبات في السماء، قال ابن السري: هو مشتق من البخار، وقال ابن جني: لو قيل: إن بنات مخر من المخر بمعنى الشق من قوله تعالى: {وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ}⁣[النحل ١٤] لم يبعد⁣(⁣١). (و) في قولهم: (ما زلت راتماً) على هذا الأمر؛ أي: راتباً، فالميم بدل من الباء؛ لأنه لا يقال: رتم مثل رتب. (و) في قولهم: رأيناه (من كثم) أي: من كثب، أي: قرب، ويتصرف في كثب، يقال: أكثب الأمر، أي: قرُب.

  (والنون) تبدل من اثنين: (من الواو واللام)، فمن الواو (شاذ) وذلك (في: صنعاني وبهراني) في المنسوبين إلى صنعاء وبهراء؛ لأن القياس صنعاوي وبهراوي كما تقدم.

  (وضعيف في: لَعَنّ) لغة في لعل، والفصيح لعل، وقيل: هما أصلان؛ لأن الحرف قليل التصرف⁣(⁣٢).

  (والتاء) تبدل من خمسة: (من الواو، والياء، والسين) المهملة (والباء) الموحدة (والصاد) المهملة، (فمن الواو والياء لازم) قياساً أيضاً (في) كل واو أو ياء هو فاء افتعل، كما مر في باب الإعلال (نحو: اتعد واتّسر على الأفصح(⁣٣) ، وشاذ) في غير ذلك، كإبدالها من الواو (في نحو: أتْلَجَه) في أولجه، قال امرئ القيس:


(١) وعليه فلا إبدال؛ لأن الميم أصلية.

(٢) فلا يقال: إن النون بدل من اللام؛ لأن ذلك نوع من التصرف.

(٣) وإنما قال: «على الأفصح» لأنه قد جاء فيهما: ايتعد وايتسر. جاربردي.