المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[إبدال الواو]

صفحة 138 - الجزء 2

  رُبّ رامٍ من بني ثٌعَلٍ ... مُتْلجٌ كفَّيه من قُتَرِه⁣(⁣١)

  وضربه حتى أتكأه⁣(⁣٢)، ومنه: تجاه⁣(⁣٣)، وتكلة⁣(⁣٤)، وتخمة، وتهمة، وتقوى، وتترى من المواترة، وتوراة من الوري⁣(⁣٥)، وهو فوعلة؛ لشذوذ تفعلة⁣(⁣٦).

  (و) من السين (في طست) أصله طسٌّ؛ لأن جمعه طسوس لا طسوت، وإنما قال: (وحده) إشارة إلى ضعف ما ذكره في المفصل معه من ست، وأصله سدس، ومن النات وأكيات في قول الشاعر:

  يا قاتل الله بني السعلاة ... عمرو بن مسعود شرار النات

  غير أعفاءٍ ولا أكيات⁣(⁣٧)

  لأن الإبدال في الأول⁣(⁣٨) لأجل الإدغام كما سيأتي إن شاء الله تعالى، وفي الأخيرين نادر.

  (و) إبدالها من الباء (في الذعالت) أصله: الذعالب، بمعنى الذعاليب، واحدها ذعلوب: وهو قطع الخرق الأخلاق (و) كذا إبدالها من الصاد في


(١) ثُعَل: أبو قبيلة من طيء يقال: إنه أرمى العرب، ومتلج: اسم فاعل من أولج، أي: أدخل، وأصله: مولج، فأبدل من الواو تاء، وهو محل الاستشهاد بالبيت. والقُتَر: جمع قُتْرة - بضم فسكون - وهي حظيرة يكمن فيها الصياد لئلا يراه الصيد فينفر.

(٢) أي: أوكأه، والاتكاء: الاعتماد.

(٣) تقول: قعد فلان تجاه فلان، أي: تلقاءه، والتاء بدل من الواو، وأصله من المواجهة.

(٤) قال في لسان العرب: يقال: وكلة تكلة مثل همزة: أي: عاجز يكل أمره إلى غيره ويتكل عليه.

(٥) أي: من وري الزناد.

(٦) قال في لسان العرب: قال الفراء: التوراة من الفعل تفعلة على لغة طيء؛ لأنهم يقولون في التوصية: توصاة، وقال البصريون: توراة فوعلة، وفوعلة كثيرة في الكلام، فالأصل عندهم: ووراة، ولكن الواو الأولى قلبت تاء. بتصرف.

(٧) البيت من الرجز المشطور وهي لعلباء بن أرقم اليشكري، يهجو فيها بني عمرو بن مسعود أو يربوع، وأعفاء: جمع عفيف، والاستشهاد بالأبيات على إبدال السين تاء في «النات»، وأصله: الناس، وفي «أكيات»، وأصله: أكياس.

(٨) أي: ست.