المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[إبدال الهاء]

صفحة 139 - الجزء 2

  (لصت) أصله: لصٌّ، وكذا قالوا في جمعه: لصوت، قال:

  فتركن نهداً عُيَّلاً أبناؤها ... وبني كنانة كاللصوت المرَّد⁣(⁣١)

  (ضعيف) والفصيح عدم الإبدال. وقد جاء التاء بدلاً من الطاء، قالوا: «فستاط» في فسطاط.

[إبدال الهاء]

  (والهاء) تبدل من أربعة: (من الهمزة، والألف، والياء) المثناة التحتانية، (والتاء) المثناة الفوقانية، (فمن الهمزة مسموع) غير مقيس (في هرقت) الماء، والأصل أرقته (وهرحت) الدابة، أي: أرحتها (وهِيَّاك) في: إياك، قال:

  فهِياك والأمر الذي إن تراحبت ... موارده ضاقت عليك المصادر⁣(⁣٢)

  (ولهنك) في لإنك، قال:

  ألا يا سنا برق على قلل الحمى ... لهنك من برق علي كريم

  وإنما جمع بين اللام وإنَّ لأنها لَمَّا غُيِّرت صورة إنَّ بقلب همزتها هاءً جاز مجامعة اللام إياها.

  (وهِنْ فعلتَ) في: إنْ فعلتَ فعلتُ، وذلك (في لغة طيء) يجوزون قلب همزة إنْ الشرطية هاءً (وهَذَا الذي في: أذا الذي؟) الهمزة للاستفهام، قال:

  وأتت صواحبها فقلن هَذَا الذي ... منح المودة غيرنا وجفانا⁣(⁣٣)


(١) نسب الصاغاني في العباب هذا البيت إلى عبد الأسود بن عامر بن جوين الطائي، قال ابن الحاجب في أماليه: معناه: أن هؤلاء تركوا أبناء هذه القبيلة فقراء؛ لأنهم قتلوا آباءهم، وبني كنانة كذلك، وانضم إلى ذلك أنهم بقوا من شدة الفقر لصوصًا مردة، ونهد: أبو قبيلة من اليمن، وعيل: جمع عائل، من عال، إذا افتقر، وأبناؤها: فاعل عيل، ومرد: جمع مارد، من مرد يمرد، إذا عتا وخبث. ورواه ابن جني في سر الصناعة «فتركت» بضمير المتكلم. من شرح شواهد الشافية

(٢) البيت ينسب إلى طفيل الغنوي. والموارد: جمع مورد، وهو المدخل. والمصادر: جمع مصدر، وهو المخرج. والاستشهاد بالبيت في قوله: «فهياك»، حيث أبدل الهمزة هاء. من حواشي شرح الرضي.

(٣) البيت قائله مجهول، والاستشهاد به على أن أصل هذا الذي، فأبدلت همزة الاستفهام هاء.