[إبدال الهاء]
  (ومن الألف شاذ في: أَنَهْ) بناء على أن الهاء بدل من الألف، وقد مر عن الرضي أن الأولى أنها للسكت كما في: رِهْ وقِهْ (و) في (حيهله) أصله: حيهلا، فأبدلت الهاء من الألف. والأولى أيضاً أن يقال: إنها للسكت (وفي: مه؟ مستفهماً) بناء على أنها بدل من ألف ما، قال:
  قد وردت من أمكنه ... من هاهنا ومن هُنَه(١)
  إن لم تروِّها فمه؟
  ويجوز أن يقال: إنها حذفت الألف من ما الاستفهامية غير المجرورة كما تحذف من المجرورة نحو: فيم وإلام، ثم تُدْعَم بهاء السكت كما في: رِهْ وقِهْ.
  (وفي «يا هناه» على رأي) وهو رأي أكثر البصريين، وأصله عندهم: هَنَاوٌ بمعنى هَنٍ؛ لقولهم: هنوات، وهو مختص بحال النداء، فقلبت واوه ألفاً، ثم قلبت الألف هاء(٢). ولو قيل: إنها بدل من الواو بالواسطة - كما تقدم نظيره - لجاز.
  وعند أبي زيد والأخفش والكوفيين أن الهاء فيه للسكت(٣). وقيل: هي أصل، وهو ضعيف؛ لقلة باب: سلْسٍ(٤). ولو قيل: إن قوله: «على رأي» متعلق بقوله: «ومن الألف» لكان مستقيماً(٥).
  (و) إبدالها (من الياء في: هذه) أي: في: «هذي» على ما تقدم في الوقف (ومن التاء في رحمة وقفاً) كما مر.
(١) البيت قائله مجهول. والضمير في «وردت» للإبل، والورد: الوصول إلى الماء من غير دخول فيه. وأمكنة: جمع مكان، ومن هاهنا إلى آخره بدل من أمكنة. وروي: «إن لم أروها» أي: إن لم أرو هذه الإبل الواردة من هنا ومن هنا فما أصنع؟ منكرًا على نفسه أن لا يرويها، فحذف الفعل الناصب لما الاستفهامية. والاستشهاد بالبيت على أن الهاء في «فمه» بدل من ألف ما الاستفهامية. من شرح شواهد الشافية بتصرف.
(٢) ولم تقلب همزة لئلا يظن أنها من التهنئة.
(٣) والألف زائدة كألف الندبة.
(٤) أي: ما فاء الكلمة ولامها من جنس واحد.
(٥) إذ في كل هذه الحروف خلاف.