المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[الإدغام الواجب]

صفحة 150 - الجزء 2

  لعدم الانقلاب عن حرف آخر، ونحو «مرمي» لأن الانقلاب للإدغام عند الرضي، ولعل المصنف يعلل⁣(⁣١) بأنه لا يلتبس قياسي بقياسي، ونحو «أُوِّل» على وزن أبلم من الأول مما ليس بقياسي؛ لعدم التباس قياسي بقياسي، وإن وقع اللبس في بعض الصور⁣(⁣٢) لم يبال به؛ لعدم الاستمرار في غير القياسي.

  (وإلا) فيما كان انقلاب المد الذي هو أول المثلين فيه عن حرف آخر غير لازم (نحو: تُوْوِي) من آويت، أصله تؤوي - بالهمزة، فخفت بقلبها واواً (ورِيياً) أصله: رئيا بالهمزة، وهو المنظر الحسن، فخففت بقلبها ياء، فإنه يمتنع الإدغام (على المختار إذا خففت) لأن اجتماع المثلين عارض غير لازم، فهما⁣(⁣٣) كالهمزتين، والهمزة لا تدغم في الواو والياء ما دامت همزة.

  وأجاز بعضهم الإدغام نظراً إلى ظاهر اجتماع المثلين، وعليه قولهم: رُيّا ورُيَّة، في رؤيا ورؤية.

  (و) إلا فيما يكون أول المثلين فيه مدة في كلمتين (نحو: قالوا وما، وفي يوم) فيمتنع الإدغام فيه⁣(⁣٤)، بل يفصل بسكتة؛ لأنه ثبت في الواو والياء في الكلمتين مد، وإدغامهما فيما عرض انضمامه إليهما مزيل لفضيلة المد الذي ثبت لهما قبل انضمام الكلمة الأخرى إلى الأولى.

  (و) يجب أيضاً الإدغام في المثلين (عند تحركهما) معاً (في كلمة) لا في كلمتين فسيأتي حكمه (ولا إلحاق) حاصل بأحد المثلين في اسم نحو: قرددٍ، أو فعل نحو: جلبب؛ إذ لو كان كذلك فلا إدغام؛ لأن الغرض الوزن؛ فلا يكسر ذلك الوزن بالإدغام (ولا لبس) إذ لو أدى الإدغام إلى اللبس كشرر فلا إدغام مطرد


(١) جواز الإدغام.

(٢) كما إذا بني من الأول على وزن كوكب قيل أوَّل من غير فصل بسكتة على وزن فوعل، وإن التبس بأول الذي هو أول أفعل.

(٣) أي: الواو والياء في تووي و رييا.

(٤) فإن كان الأول ليناً وجب الادغام، كقوله تعالى: {ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا}⁣[المائدة ٩٣].