المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[تقسيم الحروف المتقاربة باعتبار الصفات]

صفحة 166 - الجزء 2

  إسكانه كما سيأتي، والجهر: رفع الصوت بالحرف سواء جرى صوته أم لم يجر، وعلامته: عدم جري النفَس كما تقدم.

  (و) تنقسم جميع الحروف باعتبار آخر كما تقدم إلى ثلاثة أقسام: شديدة، ورخوة، وما بينهما، فنقول: (الشديدة: ما ينحصر) أي: حرف يحتبس (جري صوته) أي: صوت ذلك الحرف، أي: التصويت به (عند إسكانه) أي: الوقف عليه، قُيِّد به لأنه عند التحريك يجري الصوت في جميع الحروف، فلا فرق عند التحريك بين الشديد وغيره.

  وقوله: (في مخرجه) متعلق بـ «ينحصر» (فلا يجري) بل يسمع به في آن ثم ينقطع (و) هي ثمانية أحرف (يجمعها: أجِدك قطبت) فهي أخص من المجهورة من وجه؛ لاجتماعِهما في الجيم مثلاً، ووجودِ المجهورة بدونها في العين مثلاً، وبالعكس في الكاف مثلاً.

  وكذا من المهموسة؛ لاجتماعهما في التاء، ووجود المهموسة بدونها في السين مثلاً، و بالعكس في الجيم مثلاً.

  (والرخوة بخلافها) أي: ما لا ينحصر جري صوته عند إسكانه في مخرجه، بل يجري. والنسبة بينها وبين المجهورة والمهموسة العموم من وجه أيضاً، كما بينهما وبين الشديدة⁣(⁣١).

  وعند البعض أن الشديدة أخص مطلقاً من المجهورة⁣(⁣٢)، والرخوة أخص مطلقاً من المهموسة⁣(⁣٣)، فعنده كل شديد مجهور، وكل رخو مهموس، ولا عكس.


(١) لاجتماع الرخوة والمجهورة في الزاي والذال مثلاً، ووجود الرخوة بدونها في الخاء والثاء مثلا، والمجهورة بدونها في الغين والياء مثلا، ووجود الرخوة والمهموسة في الثاء والخاء، ووجود الرخوة دونها في الصاد والطاء، ووجود المهموسة دونها في الكاف والتاء مثلا. جاربردي

(٢) لوجود المجهورة دونها في الواو واللام، وعدم وجود الشديدة بدون المجهورة.

(٣) لوجود المهموسة في الظاء والذال دونها.