المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[تقسيم الحروف المتقاربة باعتبار الصفات]

صفحة 168 - الجزء 2

  وميله إلى اللام كما قلنا في العين المائلة إلى الحاء، وأيضا الراء مكرر، فإذا تكرر جرى الصوت معه في أثناء التكرار. وكذلك الواو والياء والألف لا يجري الصوت معها كثيراً، لكن لما كان مخرجها يتسع لهواء الصوت أشد من اتساع غيرها من المجهورة كان الصوت معها يكثر فيجري منه شيء. وهذه الحروف⁣(⁣١) أخفى الحروف؛ لاتساع مخارجها، وأخفاهن الألف؛ لأن اتساع مخرجها أكثر.

  (والمطبقة(⁣٢) : ما) أي: حرف (ينطبق على مخرجه الحنك)، لو قال: «ينطبق به - أي: بسببه - الحنك على اللسان» لكان صواباً⁣(⁣٣)؛ لأنك ترفع اللسان إليه⁣(⁣٤) عند النطق بها، فيصير الحنك كالطبق على اللسان، فتكون الحروف التي تخرج بينهما مطبقاً عليها.

  وأما قوله: «على مخرجه» فلا يشمل الضاد؛ لأن مخرج الضاد حافة اللسان، وحافة اللسان تنطبق عليها الأضراس كما تقدم، وباقي اللسان ينطبق عليه الحنك، (وهي) أربعة أحرف: (الصاد، والضاد، والطاء، والظاء).

  (والمنفتحة(⁣٥) بخلافها) لأنه ينفتح ما بين الحنك ومخرج الحرف⁣(⁣٦) عند النطق بها.

  (والمستعلية: ما يرتفع اللسان بها) أي: بسببها (إلى) جهة (الحنك، وهي) سبعة أحرف: (المطبقة، والخاء والغين) المعجمتان (والقاف) لأنه يرتفع اللسان بهذه الثلاثة أيضاً، لكن لا إلى حد انطباق الحنك عليها.


(١) الثلاثة.

(٢) هي في الحقيقة اسم متجوز فيها؛ لأن المطبق إنما هو اللسان والحنك، وأمَّا الحرف فهو مطبق عنده، فاختصر فقيل: مطبق، كما قيل للمشترك فيه: مشترك، ومثله كثير في اللغة. جاربردي

(٣) لأجل يشمل الضاد.

(٤) أي: إلى الحنك.

(٥) الكلام في المنفتحة في التسمية كالكلام في المطبقة لأن الحرف لاينفتح وإنما ينفتح عندها اللسان عن الحنك. جاربردي

(٦) من اللسان وغيره.