المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[تقسيم الحروف المتقاربة باعتبار الصفات]

صفحة 169 - الجزء 2

  (والانخفاض) الذي هو صفة غيرها من الحروف (بخلافه) أي: بخلاف الاستعلاء الذي هو صفة السبعة الحروف، فالمنخفضة: ما ينخفض بها اللسان ولا يرتفع.

  (وحروف الذلاقة) أي: الفصاحة والخفة في الكلام، وهذه الحروف أخف الحروف؛ ولذلك عُرِّفت بقوله: (ما لا ينفك رباعي أو خماسي عن شيء منها) وذلك (لسهولتها) على اللسان، والرباعي والخماسي ثقيلان، فلم يخليا عن حرف سهل على اللسان خفيف إلا شاذاً نحو: العسجد (و) هي ستة أحرف (يجمعها) قولك: (مُر بِنَفَل(⁣١))، لا يقال: قد تقدم أن أخف الحروف الألف والياء والواو، فكيف حكم بأن الستة الحروف أخف؟

  قلنا: المراد أن هذه الستة أخف من سائر الحروف غير حروف المد؛ إذ قد علم أنها أخف الحروف؛ ولهذا لم يخل ثنائي ولا ثلاثي - فضلاً عن الرباعي والخماسي - عن أبعاضها، أعني: الحركات.

  (والمصمتة بخلافها) أي: ما يكثر خلو الرباعي والخماسي عن شيء منها، وسميت مصمتة (لأنه صُمِت) أي: سُكِت (عنها في بناء رباعي أو خماسي منها(⁣٢)) مجردة عن حرف من حروف الذلاقة.

  قال الرضي: الأولى في وجه التسمية أن يقال: إنها سميت بذلك لثقلها على اللسان تشبيهاً بالشيء المصمت، وهو الذي لا جوف له فيكون ثقيلاً، وإنما كان أولى لأن الحروف المصمتة ضد حروف الذلاقة في المعنى، فمضادتها لها في الاسم أنسب.

  (وحروف القلقلة) سميت هذه الحروف التي نذكرها حروف القلقلة


(١) النفل - بالتحريك -: بعض الغنيمة. جاربردي

(٢) أي: من المصمتة. قال الجاربردي: كأنهم لم يجعلوها منطوقا بها، أي: أصمتوها، أي: جعلوها صامتة، أو أصمت المتكلمون أن يجعلوا منها رباعياً أو خماسياً.