المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[تقسيم الحروف المتقاربة باعتبار الصفات]

صفحة 170 - الجزء 2

  لأنه يصحبها ضغط في مخرجها في الوقف مع شدة الصوت المتصعد من الصدر، وهذا الضغط التام يمنع خروج ذلك الصوت، فإن أردت بيانها للمخاطب احتجت إلى قلقلة المخرج وتحريكه عن موضعه حتى يخرج صوتها فيسمع؛ ولذلك كان حقيقتها ما ذكره بقوله: (ما ينضم إلى الشدة فيها ضغط في الوقف)، وهي خمسة أحرف (يجمعها) قولك: (قد طبج) الطبج: ضرب اليد على شيء مجوف.

  (وحروف الصفير: ما يصفر بها) أي: ما يحصل الصفير بسبب النطق بها، (وهي) ثلاثة: (الصاد، والزاي، والسين).

  (واللينة: حروف اللين) الثلاثة.

  (والمنحرف: اللام) وإنما سمي منحرفاً (لأن اللسان ينحرف به).

  قال الرضي: إنما سمي اللام منحرفاً لأن اللسان ينحرف عند النطق به، ومخرجه من اللسان - أعني: طرفه - لا يتجافى عن موضعه من الحنك، وليس يخرج الصوت من ذلك المخرج، بل تتجافى ناحيتا مستدق اللسان ولا يعترضان الصوت، بل يخليان طريقه ويخرج الصوت من تينك الناحيتين.

  (والمكرر: الراء) وإنما سمي مكرراً (لتعثر) طرف (اللسان) عند النطق به، كأنه يقوم فيعثر، ثم يقوم فيعثر؛ للتكرير الذي فيه، ولذلك كانت حركته كحركتين كما مر في الإمالة.

  (والهاوي: الألف) معنى الهاوي: ذو الهواء، كالنابل والدارع، وإنما سمي الألف به (لاتساع هواء الصوت) عند النطق به. والواو والياء وإن اتسع هواء الصوت بهما لكن الاتساع للألف أكثر؛ لأنك تضم شفتيك للواو فيتضيق المخرج، وترفع لسانك قِبَل الحنك للياء، وأما الألف فلا تعمل له من هذا شيئاً، بل تفرِّج له المخرج، فأوسعهن مخرجاً الألف، ثم الياء، ثم الواو.