المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[الحذف]

صفحة 193 - الجزء 2

  كان ما قبل الأول⁣(⁣١) متحركاً جاز حذف حركة الأول ونقلها إلى ما قبلها إن كانت كسرة أو ضمة فيقال: ظَلْت ومَسْت - بفتح الفاء وكسرها⁣(⁣٢) -، وكذا قالوا في لبُبْتُ: لَبْتُ و لُبْت - بفتح الفاء وضمها - وذلك لبيان بنية الفعل.

  (و) جاء الحذف في المتقاربين في استطاع، فيقال: (اسطاع يسطيع) بكسر الهمزة في الماضي، وفتح حرف المضارعة⁣(⁣٣). والأشهر ترك الحذف على الأصل. وإنما جاز الحذف لأنه لمَّا تعذر فيه الإدغام كما تقدم، وقصد فيه التخفيف لكثرة استعماله بخلاف نحو: استدان⁣(⁣٤) - حُذِفَ⁣(⁣٥) الأول كما في ظللت ومسست، والحذف هنا أولى؛ لأن الأول⁣(⁣٦) - وهو التاء - زائدة.

  وأما «أَسطاع» بفتح الهمزة في الماضي، و «يُسطيع» بضم حرف المضارعة فهو من باب الإفعال كما مرّ في باب ذي الزيادة⁣(⁣٧).

  (وجاء(⁣٨)) في كلامهم (اِستاع) بكسر همزة الوصل (يَستيع) بفتح حرف المضارعة، قال سيبويه: إن شئت قلت: حُذِف التاء لأنه في مقام الحرف المدغم، ثم جُعِل مكان الطاء تاءً؛ ليكون ما بعد السين مهموساً مثلها، كما قالوا: «ازْدان⁣(⁣٩)» ليكون ما بعد الزاي مجهوراً مثله، وإن شئت قلت: حُذِف الطاء⁣(⁣١٠)؛ لأن التكرير منها نشأ.


(١) من المثلين.

(٢) ووجه ذلك أنك إن حذفت من غير نقل الحركة فتحت، وإن نقلت الحركة ثم حذفت كسرت. جاربردي.

(٣) في المضارع.

(٤) فلم يكثر استعماله.

(٥) جواب لمَّا.

(٦) من المتقاربين.

(٧) وأصله: أطوع إطواعاً.

(٨) في استطاع يستطيع.

(٩) في: ازتان بالتاء.

(١٠) وأبقيت التاء بحالها.