[الحذف]
  (و) جاء الحذف في المتقاربين والمتماثلين في كلمتين إذا كان الثاني لام التعريف (قالوا: بلْعَنْبر، وبَلْحارث) في: بني العنبر وبني الحارث، قال سيبويه: مثل هذا الحذف في كل قبيلة تظهر فيها اللام المعرِّفة، بخلاف بني النجار. (و) قالوا: (علْمَاء، ومِلْمَاء)، فحذفوا النون (في بني(١) العنبر، و) اللام في (على الماء، و) النون في (من الماء).
  وقد حذفت التاء من ثلاث كلمات: يتسع ويتقي ويتخذ؛ لكثرة الاستعمال، وهو مع هذا شاذ؛ فلذلك قال المصنف:
  (وأما نحو: يتسع ويتقي فشاذ) وتقول في اسم الفاعل: مُتَقِ(٢)، وكذا قياس متخذ ومتسع.
  (وعليه) أي: على حذف التاء (جاء) قول الشاعر:
  زيادتنا نعمان لا تنسَينها ... (تَقِ الله فينا والكتابَ الذي تتلو(٣))
  (بخلاف) قولهم: (تَخِذ) الشيء (يَتخذ) بمعنى أخذ يأخذ (فإنه أصل) كجهل يجهل، وليس محذوفاًَ من اتَّخَذ كما قال الزجاج، ولو كان كما قال لما قيل: تَخِذ - بكسر الخاء - في الماضي، ولا يَتْخَذ - بفتحها - في المضارع.
  (واستخذ) مأخوذ من (استتخذ) بحذف التاء، (وقيل: أبدل السين) فيه (من تاء اتخذ، وهو) أي: الإبدال (أشذ) من الحذف، قال سيبويه: عن بعض العرب: استخذ فلان أرضاً، بمعنى: اتخذ، قال: ويجوز أن يكون أصله استتخذ من تخِذ يتْخِذ تَخْذاً، فحذفت التاء الثانية، كما قيل في استاع: إنه حذف الطاء؛
(١) وأما الياء فحذفت للساكنين.
(٢) بالتخفيف.
(٣) البيت من قصيدة لعبدالله بن همام السلولي خاطب بها النعمان بن بشير الأنصاري وكان أميراً على الكوفة في مدة معاوية. وقوله: «زيادتنا» منصوب على شريطة التفسير إن قيل: إن الفعل المؤكد بالنون يعمل فيما قبله فيفسر عاملاً فيه. ونعمان: منادى. والاستشهاد به على أن «تق» أمر من «يتقي» بفتح المخففة، وماضيه تقي، وأصلهما: اتقى يتقي بالتشديد. من شرح شواهد الشافية