[مسائل لتدريب المتعلم فيما تعلمه]
  (وقال أبو علي) والآخرون أيضاً: بل يحذف فيه ما حذف من مقابله في الأصل - أعني: الراء والباء - فيقال: (مُضَريّ) لأن حذف اليائين قياس في محوي كما مر؛ فظهرت ثمرة الخلاف بين أبي علي والجمهور، وكذا بين الآخرين والجمهور في هذا المثال، لكن في الحذف فقط.
  ولو بنيت مثل: «عدة» من ضرب لظهرت ثمرة الخلاف في الحذف والزيادة؛ إذ تقول عند الأولين: ضرْبٌ كَوَعْدٍ، وعند أبي علي والآخرين: «رِبَةٌ» بحذف فاء الكلمة وزيادة تاء التأنيث.
  (ومثل اسمٍ وغَدٍ) إذا بني (من دعا) أتي بأصول الفرع في مقابلة أصول الأصل، فقيل: (دُِعْوٌ) كسِمْو (ودَعْو) كغَدْوٍ، لا ادعٌ - بحذف اللام وزيادة الهمزة في الأول - ولا دَعُ - بحذف الواو في الثاني - اتفاقاً بين الجمهور وأبي علي؛ إذ لا مقتضى لذلك لا في الفرع ولا في الأصل قياساً (خلافاً للآخرين) الذين يحذفون ويزيدون في الفرع ما حذف وزيد في الأصل قياساً أو غير قياس، فيقولون: ادْعُ ودَعٌ؛ لأن القصد عندهم تمثيل الفرع بالأصل؛ فظهرت ثمرة الخلاف بين الآخرين وغيرهم في هذين المثالين في الحذف والزيادة.
  (ومثل صحائف) إذا بني (من دعا: دعايا، باتفاق؛ إذ لا حذف في الأصل) وأصله: دعايو، ثم دعائي، ثم دعايا، كما تقدم في الإعلال؛ فلما لم يكن في صحائف الذي هو الأصل لا حذف ولا زيادة لم يختلف في دعايا، بل أعل علةً اقتضاها هو.
= خمسة أحرف قبل آخره ياء مشددة، وأنت إذا نسبت إليه حذفت الياء الأخيرة، كما إذا نسبت إلى المشتري، فتقول: محيّيّ، فتجتمع كسرة وأربع ياءات، فتحذف إحدى الياءين وتقلب الأخرى واوا، فتقول: محوي، فإذا بنيت مثله من ضرب قلت على القول الأول: مضربي؛ لأنه ليس في الفرع قياس يقتضي التغيير، وأما على قول أبي علي فتقول: مضري؛ لأنه يحذف ما حذف في الأصل قياسا، وقد حذفت لام الكلمة وإحدى العينين فوجب أن تحذف أيضا من الفرع ويقال: مضري، وكذا على قول الآخرين؛ لأنهم يحذفون ما حذف في الأصل قياساً أو غير قياس. جاربردي