المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[مسائل لتدريب المتعلم فيما تعلمه]

صفحة 200 - الجزء 2

  وأما إذا كانت في الأصل علة قلب ليست في الفرع فلا خلاف أنه لا يقلب في الفرع، فيقال على وزن أوايل من القتل: أقاتل، وكذا الإدغام تقول في مثل: مدّ من كرُم: كَرْم.

  (و) إذا بني (مثل عنسل من عمل) قيل: (عنمِل، و) مثل عَنْسل (من باع وقال: بنيع وقنول بإظهار النون فيهن) ولا تدغم النون في الميم والياء والواو (للإلباس) لو قيل: «عمّل» و «بيّع» و «قوّل» بفعّل، وهو وإن كان مختصاً بالفعل⁣(⁣١) لكنه يظن أن نحو: «قَوَّل» علم⁣(⁣٢) منكّر؛ فلذا يدخله الكسر والتنوين.

  (و) إذا بني (مثل قِنْفَخْر) بكسر القاف (من عَمِل) قيل: (عِنْمَلّ، ومن باع وقال: بنيعٌّ وقنولٌّ بالإظهار) للنون (للإلباس بعِلَّكْد فيهن) أي: بوزن عِلَّكْد، وهو فِعَّلٌّ - بكسر الفاء وتشديد العين واللام - لإدغام اللام الأولى في الثانية لسكونها.

  (ولا يبنى مثل جَحَنْفَل) بفتح الجيم والحاء المهملة، ثم نون ساكنة، بعدها فاء مفتوحة (من) لفظٍ لامُه راءٌ أو لامٌ (نحو: كسرت أو جعلت؛ لرفضهم مثله) أي: لرفضهم البناء الحاصل من كَسَر وجَعَل على مثال جحنفل، وهو كَسَنْرر وجَعَنْلل (لما يلزم من ثِقَلٍ) إن لم تدغم النون الساكنة في الراء واللام لتقارب المخرجين، وأما الواو والياء والميم فليس قربها من النون الساكنة كقرب الراء واللام منها؛ فلذا جاء: صنوان وبنيان وزَنْمَاء، ولم يجيء: قِنْرٌ وقِنْلٌ⁣(⁣٣). (أو لَبْسٍ) إن أدغمت فيهما؛ إذ يلتبس بفِعَلَّل نحو: شَفَلَّح⁣(⁣٤) -


(١) جواب عما يقال: لا لبس؛ إذ لو كان فعلا لما نون، وأجاب الشيخ بقوله: وهو وإن كان ... الخ.

(٢) فان فعل منقول من الفعل إلى الاسم ثم بعدما صار علما نكرته فإنه يلتبس بهذا المنكر. وعبارة ابن جماعة: قال الشيخ نظام الدين: وفعل وإن كان مختصا بالأفعال لكنه قد يظن أن لفظ قنول مثلا لو أدغم فعل سمي به ثم نكر.

(٣) أي: من دون إدغام النون الساكنة في الراء واللام.

(٤) قال أبو زيد: الشفلح: الواسع المنخرين، العظيم الشفتين. ومن النساء الضخمة الأسكتين، الواسعة الفرج. صحاح