[مسائل لتدريب المتعلم فيما تعلمه]
  (وسأل أبو علي ابنَ خالويه عن مثل: مُسْطارٍ) وهو الخمر، قيل: هو معرب، وإن كان عربياً فكأنه مصدر كالمستخرج بمعنى اسم الفاعل من استطاره، أي: طيره، ويجوز أن يكون اسم مفعول، قيل ذلك لهديرها وغليانها، أصله مستطار(١)، فقال له: إذا بني مثل: مُسْطار (من آءةٍ) بهمزة بعدها ألفٌ، بعدها همزة، بعدها تاء التأنيث - وهي شجرة، أصلها: أوْأَةٌ؛ لأن سيبويه قال: إذا أشكل عليك الألف في موضع العين فاحمله على الواو؛ لأن الأجوف الواوي أكثر.
  (فظنه) ابن خالويه (مُفْعالاً وتحيَّر) في الجواب، وهو(٢) على تقدير أن يكون مُفْعالاً من السطر مُؤْوَاءٌ (فقال أبو علي) منبهاً على أنه ليس من السطر بل من طار: (مُسئاءً) لأن التاء حذفت من مستطار كما في مستطاع (فأجاب على أصله) من أن ما حذف في الأصل قياساً حذف في الفرع قياساً وإن لم يثبت في الفرع علة الحذف، فحذفت التاء في «مستئاء» كما حذفت في مستطار؛ لاجتماع التاء والطاء.
  والحق أن الحذف في مثله ليس بقياسي كما تقدم، فلا يقال: اسطال يسطيل، فجواب أبي علي بمُسْئاء مخالفٌ لأصله، فقياسه ما عليه الأكثر. (و) هو (على الأكثر) أي: على القول الأكثر، وهو أنه لا يحذف ولا يزاد في الفرع إلا إذا ثبتت علته (مُسْتَئاءُ) لما عرفت.
  (وسأل ابنُ جني ابنَ خالويه عن مثل: كوكب) كيف تنطق به إذا بني (من وَأيت) حال كون ذلك المثل (مخففاً مجموعاً جمع السلامة) بالواو والنون (مضافاً إلى ياء المتكلم؟ فتحير أيضاً، فقال ابن جني: أَوَيّ) بهمزة بعدها واو مفتوحتين، بعدها ياء مشددة مفتوحة، أصله: وَوْأَيٌ ككوكب، أعلت الياء(٣) كما في فتى، فصار: وَوْأَا، فإذا خففت همزته بنقل حركتها إلى ما قبلها وحذفها قلت:
(١) حذفت التاء لاجتماعها مع الطاء كما في مسطاع.
(٢) أي: الجواب.
(٣) بأن تحركت وانفتح ما قبلها فقلبت ألفاً.