[مقدمة الخط]
  كيفه وأينه، وكأن الهاء لحقت آخر كلمة واحدة محركة بحركة غير إعرابية ولا مشبهة لها.
  (ومن ثَمّة) أي: ومن جهة أن مبنى الكتابة على الوقف (كُتِبَ: أنا زيد بالألف) لأنه يوقف عليه كذلك، (ومنه) أي: من لفظ: «أنا» الذي كتب بالألف: «أنا» المتصل بلكن المخففة في قوله تعالى: {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي}[الكهف ٣٨]، يعني إذا لم يقرأ بالألف فإنه يكتب بالألف كما يكتب بها إذا قرئ بها؛ لأن أصله: «لكن أنا هو الله» كما تقدم.
  (ومن ثمة) أي: ومن جهة أن مبنى الكتابة على الوقف (كتبت تاء التأنيث الاسمية) التي (في نحو رحمةٍ وفحمةٍ(١) هاء) لأنها كذلك يوقف عليها (وفيمن وقف بالتاء تاء) كما هو لغة بعضهم، أعني الوقف عليها بالتاء، قال:
  ....................... ... بل جَوْز تَيِهاء كظهر الحجفت(٢)
  (بخلاف: أخت وبنت وباب قائمات) يعني جمع السلامة المؤنث (وباب قامت هند) يعني الفعل الماضي المتصل به تاء التأنيث، فإنها تكتب بالتاء؛ إذ يوقف عليها بالتاء كما تقدم، ومن وقف على نحو: الضاربات بالهاء كتبها بالهاء.
  (ومن ثمة كتب(٣) المنون المنصوب بالألف) نحو: رأيت زيداً؛ إذ يوقف عليه كذلك، ومن وقف عليه بغير الألف كتبه كذلك.
  (وغيره) أي: غير المنون المنصوب، وهو إما ما لا تنوين فيه، سواء كان منصوباً أو لا نحو: رأيت الرجل وإبراهيم، أو فيه تنوين لكنه غير منصوب
(١) وفي نسخة الجاربردي قمحة - بتقديم الميم على الحاء - والقمح: البر. جاربردي
(٢) البيت من الرجز المشطور، وقد نسبه ابن بري والصاغاني لسؤر الذئب، والجوز - بفتح الجيم وآخره زاي -: الوسط، والتيهاء: المفازة التي يتيه فيها السالك، والحجفة - بفتح الحاء المهملة والجيم والفاء -: الترس، ورب مقدرة بعد بل. والاستشهاد به في قوله: «الحُجفت» حيث وقف على تاء التأنيث الاسمية بالتاء فتكتب تاء.
(٣) أي: من أجل أن مبنى الكتابة على الوقف.