المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[مقدمة الخط]

صفحة 216 - الجزء 2

  نحو: جاء زيدٌ، ومررت بزيدٍ، كتب (بالحذف) أي: بحذف التنوين، أي: بعدم إثباته في الأول⁣(⁣١)، إلا أنه عبر عنه بالحذف تنزيلاً للممكن وجوده منزلة الموجود، فكأن التنوين لما كان وجوده ممكناً فيه - أعني في المنصوب غير المنون - وجد ثم حذف. ويحذف التنوين حقيقة في الثاني⁣(⁣٢)؛ لما سيأتي في النقص.

  (وكتب إذاً) في نحو: إذاً أكرمك، في جواب: أنا آتيك (بالألف على الأكثر) لما بُيِّن في الوقف أن الأكثر في «إذاً» الوقف عليه بالألف. والمازني يقف عليه بالنون فيكتبه بالنون.

  (وكذا) كتب المؤكد بالنون الخفيفة نحو (اضربَنْ) للواحد المذكر بالألف؛ إذ لا يوقف عليه إلا بها.

  (وكان قياس: اضربُن) مما أكد بها أمر جماعة المذكر أن يُكتب (بواو وألف) هكذا: اضربوا، (و) قياس (اضربِن) مما أكد بها أمر المخاطبة أن يُكتب (بياء) هكذا: اضربي، (وقياس هل تضربُن) مما أكد بها المضارع لجماعة المذكر (بواو ونون(⁣٣)) هكذا: تضربون، (و) قياس (هل تضربِن) مما أكد بها المضارع للمخاطبة أن يكتب (بياء ونون) هكذا: تضربين؛ لما عرفت في النحو من أنك إذا وقفت على النون الخفيفة المضموم أو المكسور ما قبلها رددت ما حذف لأجل النون من الواو والياء في نحو: اضربوا واضربي، ومن الواو والنون في: «هل تضربون»، ومن الياء والنون في «هل تضربين»، فكان القياس أن تكتب كذلك بناءً للكتابة على الوقف (ولكنهم كتبوه على لفظه) أي: على ما يلفظ به في حال الوصل، يعني بالنون (لعسر تَبَيُّنِه) أي: لأنه يعسر معرفة أنَّ الموقوف عليه من اضربن في: «يا قوم اضربُن» وكذلك من «اضربِن» و «هل تضربُن»


(١) وهو ما لا تنوين فيه.

(٢) وهو ما فيه تنوين.

(٣) غير نون التوكيد؛ لأنه يرد ما حذف لأجلها وهو الواو والياء، فيرد في الوقف.