[1 - ما خولف فيه أصل الكتابة بالوصل]
  وصلت؛ لأن الأولى(١) والثانية حرفان، ولهما اتصال آخر من حيث وجوب إدغام آخر الأولى في الثانية. وإن كانت «ما» الاسمية نحو: «بعدت عن ما رأيته» و «أخذت من ما أخذته» فصلت؛ لانفصال الاسمية بسبب استقلالها.
  (وقد تكتبان) أي: من وعن (متصلتين) بما (مطلقاً) أي: سواء كانت «ما» اسمية أو حرفية؛ لما بينهما من الاتصال في اللفظ (لوجوب الإدغام) لما عرفت من وجوب إدغام النون الساكنة في حروف «يرملون»، فلما اتصلتا لفظاً وصلتا خطاً.
  (ولم يصلوا متى) بما الحرفية نحو: متى ما أتيتني أكرمك (لما يلزم) لو وصلت (من تغيير الياء) إذ تقلب حينئذٍ ألفاً كما قلبت في «علام» و «إلام» و «حتام» فإن كتابتها بالياء إنما هو للإمالة، ومع الوصل المشعر بجعلها مع ما بعدها كلفظة واحدة تصير متوسطة فلا تمال.
  قال الرضي: «ولا أدري أيُّ فساد يلزم من قلب ياء متى ألفاً كما قلبت في علام وإلام؟ والظاهر أنها لم توصل لقلة استعمالها معها، بخلاف إلام وعلام».
  (ووصلوا «أن» الناصبة للفعل مع «لا») نحو: أريد ألا تقوم، ولئلا يعلم أهل الكتاب، (بخلاف) أن (المخففة) فلم توصل مع (لا، نحو: علمت أن لا تقوم) لأن الناصبة متصلة بما بعدها معنى من حيث كونها مصدرية، ولفظاً من حيث الإدغام، والمخففة وإن كانت كذلك إلا أنها منفصلة تقديراً لدخولها على ضمير شأن مقدر، بخلاف الناصبة.
  (ووصلوا «إن» الشرطية بـ «ما» و «لا» نحو: {إِلَّا تَفْعَلُوهُ) تَكُنْ فِتْنَةٌ}[الأنفال ٧٣] ({وَإِمَّا تَخَافَنَّ) مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً}[الأنفال ٥٨] لكثرة استعمالها
(١) أي: عما في عما قليل، والثانية مما في: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ}. والأولى أن المراد بالأولى عن ومن، وبالثانية ما الحرفية.