الإلحاق
  إذا عرفت هذا فالملحق من مزيد الفعل بعضه (مُلحق بدَحرج، نحو: شَمْلَل) أي: أسرع، (وحَوْقَل) أي: كَبِر وعجز عن الجماع (وبَيْطر) أي: عمل البيطرة، وهي شق الحافر (وجَهْوَرَ) رفع صوته (وقَلْنَسَ وقَلْسَى) زيدٌ عمراً ألبسه القَلَنسوة، فإن اللام الثانية في شملل والواو في حوقل والياء في بيطر والواو في جهور والنون في قَلْنَسَ والألف في قَلْسَى زوائد للإلحاق بدحرج.
  (وبعضه ملحق بتدحرج(١) ، نحو: تجلبب) أي: لبس الجلباب، (وتجورب) أي: لبس الجورب (وتشيطن) أي: صار كالشيطان في تمرده (وترَهوَك) تبختر في مشيته (وتمسْكَن) تشبه بالمساكين (وتغافَل) أظهر من نفسه ما ليس فيه من الغفلة (وتكلم).
  وفي كلامه نظر من وجهين:
  الأول: أن ظاهره يقضي بأن زيادة التاء في هذه الأوزان للإلحاق بالمزيد فيه - أعني بتدحرج - وهم لا يجوزون أن يقع حرف الإلحاق إلا في مقابلة أصلي(٢)، وأيضاً لا تكون زيادة الإلحاق عندهم في الأول. كذا قيل.
  والمفهوم من كلام الرضي أنهم إنما يمنعون من ذلك إذا كان بغير مساعد(٣) كإثمد وإِبْلُم(٤)، وأما إذا كان ثمّ مساعد كألَنْدَدَ وكما نحن فيه فإن فيهما مساعداً وهو النون في ألندد والباء مثلاً في تجلبب، على أن نجم الأئمة ينازعهم في الموضعين(٥).
(١) أي: بالرباعي المزيد فيه حرف. تمت.
(٢) وهو هنا في مقابلة التاء في: تدحرج، وليست بحرف أصلي. تمت.
(٣) يعني يوجد حرف آخر في الوسط أو في الآخر زائد للإلحاق. تمت. منه
(٤) الإثمد - بكسرتين بينهما سكون - حجر يتخذ منه الكحل، وهو ملحق بزبرج. والأبلم - بضمتين بينهما سكون، أو كسرتين بينهما سكون -: الخوص، وهو ملحق ببرثن. تمت.
(٥) حيث قال في الموضع الأول: ولا يكون الإلحاق إلا بزيادة حرف في موضع الفاء أو العين أو اللام، هذا ما قالوا، وأنا لا أرى منعاً من أن يزاد للإلحاق لا في مقابلة الحرف الأصلي إذا كان الملحق به ذا زيادة، فنقول: زوائد اقعنسس كلها للإلحاق باحرنجم. وقال في الموضع الثاني: قيل لا يكون حرف =