المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[معاني بعض أبنية المزيد فيه]

صفحة 66 - الجزء 1

  يسند شَرُف من غير تغيير، فبقيت خمسة أقسام: فَعَل الواوي كسَوَد، واليائي كبَيَع، وفعِل الواوي كخَوِف، واليائي كهَيِبَ، وفَعُل الواوي كطَوُل.

  فوجب قلب حرف العلة فيها ألفاً لتحركه وانفتاح ما قبله، فإذا أسند شيء منها إلى غير الضمير المذكور نحو: «ساد أو باع أو خاف أو هاب أو طال زيد» لم يمكن حينئذٍ التنبيه على بنية ولا على واو ولا على ياء؛ لأن الألف موجودة، وما قبل الألف لا يكون إلا مفتوحاً.

  وإن أسند إلى الضمير المذكور وجب حذف الألف لالتقاء الساكنين؛ فيمكن تحريك الفاء بغير الفتحة، وحينئذٍ أَمْكَنَ فيما عينه مكسورة أو مضمومة التنبيهُ على البِنْية - لِتَخَالُف حركة العين والفاء - بتحريك الفاء بحركة العين؛ فيجب التنبيه عليها، فالكسرة في خفت وهبت، والضمة في طُلت لبيانها من غير نظر إلى واو ولا ياء.

  وأما ما عينه مفتوحة فلا يمكن التنبيه فيه على البِنية؛ إذ التنبيه إنما يحصل بحركة العين وهي هاهنا مجانسة لحركة الفاء؛ فلا يحصل بها تنبيه على البنية، لكنه يمكن التنبيه على أنه واوي أو يائي باجتلاب الضمة في نحو: سُدت، والكسرة في نحو: بِعت؛ فوجب المصير إليه مراعاة لما تقتضيه الحكمة بقدر الإمكان.

[معاني بعض أبنية المزيد فيه]

  ولما فرغ من أبنية الثلاثي الأصول شرع في بيان بعض المزيد: وهو ما زيادته مطردة في إفادة معنى؛ لأن ما عداه إما ملحق - والغرض المهم فيه لفظي كما عرفت - وإما غير مُلحق لكن زيادته غير مطردة في إفادة معنى⁣(⁣١) فلم ير العناية به، فقال:


(١) كافْعَلَّ وافعالَّ وافعوعل وافعوَّل. تمت.