[معاني بعض أبنية المزيد فيه]
  (وأفْعَل للتعدية غالباً) أي: يأتي لمعان والغالب منها هو التعدية، وهي: أن يجعل ما كان فاعلاً مفعولاً لمعنى الجعل فاعلاً لأصل الحدث على ما كان، (نحو: أجْلسته) فمعنى أجلست زيداً: جعلت زيداً جالساً، فصار زيد مفعولاً لمعنى الجعل الذي استفيد من الهمزة، وبقي فاعلاً للجلوس كما كان في جلس زيد، فإن كان الفعل الثلاثي غير متعد صار بالهمزة متعدياً إلى واحد، وإن كان متعدياً إلى واحد صار بالهمزة متعدياً إلى اثنين: أولهما مفعول الجَعْل، والثاني لأصل الفعل، نحو: أحفرت زيداً النهر أي: جعلته حافراً له، فالأول مجعول، والثاني محفور، ومرتبة المجعول مقدمة على مرتبة مفعول أصل الفعل؛ لأن فيه معنى الفاعلية.
  وإن كان الثلاثي متعدياً إلى اثنين صار بالهمزة متعدياً إلى ثلاثة: أولها للجعل، والثاني والثالث لأصل الفعل، وهو فِعْلاَن فقط: أعلم وأرى، وأما أنبأ وأخبر فليس لهما فعل ثلاثي.
  (وللتعريض) أي: تفيد الهمزة أنك جعلت ما كان مفعولاً للثلاثي معرَّضاً لأن يكون مفعولاً لأصل الحدث، سواء صار مفعولاً له أو لا، (نحو:) الفرس (أبَعْتُه) أي: عرضته للبيع سواء صار مبيعاً أو لا. (ولصيرورته) أي: لصيرورة ما هو فاعل أفعل، فيرجع الضمير إلى ما يدل عليه سياق الكلام؛ إذ أفعل فِعْل لا بد له من فاعل، (ذا كذا) لفظ «كذا» كناية عن شيء، أي: صاحب شيء، وذلك الشيء إما ما اشتق منه أفعل (نحو: أغد البعير إذا صار ذا غدة) وهي داء يصيب الإبل، وإما صاحب(١) ما اشتق منه، نحو: أجرب فلان، أي: صار ذا إبل ذات جرب.
(١) عبارة الرضي: وإما أن يصير صاحب شيء هو صاحب ما اشتق منه أفعل: نحو: أجرب فلان أي: صار صاحب إبل هي صاحبة جرب. تمت. بتصرف