[معاني بعض أبنية المزيد فيه]
  (ومنه) أي: ومن معنى الصيرورة (الحينونة) وهي بلوغ الفاعل حداً يستحق معه أن يُوقع عليه أصل الفعل (نحو: أحْصَدَ الزرع) أي: بلغ حداً يستحق معه أن يوقع عليه الحصاد، فهو بمعنى صار ذا حصاد، وذلك لحينونة الحصاد.
  وإنما قال: «ومنه» لأن أهل التصريف جعلوه قسماً مستقلاً، ولما كان معناه ما ذكر كان إدراجه في الصيرورة أولى؛ تقليلاً للأقسام.
  (ولوجوده) أي: المفعول الذي دل عليه سياق الكلام أيضاً، كائناً (على صفةٍ) تلك الصفة كونه فاعلاً(١) لأصل الفعل، أو مفعولاً له (نحو: أحمدته) أي: وجدته محموداً (وأبخلته) أي: وجدته بخيلاً.
  (وللسلب) أي: لإزالة الفاعل عن المفعول أصل الفعل (نحو: أشكيتُه) أي: أزلت شكواه، ومنه: أعجمت الكتاب، أي: أزلت عُجْمته بالنَّقْط بالسواد.
  (وبمعنى فَعَل) أي: يجيء موافقاً للثلاثي في المعنى (نحو: قِلْتُه) البيع (وأقلته)، والظاهر أن في قولهم: «هذا الفعل المزيد بمعنى فَعَل» تسامحاً، وأنهم أرادوا بقولهم: «بمعنى فَعَل» أنهما يتفقان(٢) في المعنى كما أشرنا(٣) إليه؛ إذ ليس لفعل معنى مضبوط حتى يحال عليه غيره، وأيضاً لا بد للزيادة إذا لم تكن للإلحاق من معنى وإن لم يكن إلا التأكيد.
  واعلم أنه ليس شيء من هذه الأبنية للمزيد بقياسي، ولا شيء من المعاني المذكورة لما بني منها أيضاً بقياسي، فليس لك أن تبني(٤) أفعَل مثلاً من أيِّ ثلاثي، ولا أن تجعل كل ما هو أفْعَل للتعدية مثلاً، بل لا بد من سماع استعمال اللفظ المعين في المعنى(٥) المعين.
(١) في اللازم كأبخلته، وقوله: أو مفعولاً له، أي: في المتعدي كأحمدته، فالنشر على غير ترتيب اللف.
(٢) أي: يتفقان في أن كل واحد يدل على حصول أصل الفعل لا أن أفعل بمعنى فعل؛ إذ ليس لفعل معنى مضبوط حتى يحال عليه. تمت. منقولة
(٣) أي: في قوله: أي: يجيء موافقاً للثلاثي في المعنى. تمت.
(٤) يعني ليس لك أن تقول مثلاً في ظَرُف: أظرف، ولا في نصر: أنصر. تمت. منقولة
(٥) فكما أن لفظ أذهب وأدخل يحتاج فيه إلى السماع فكذا معناه المستفاد منه - أي: النقل - يحتاج إلى أن يسمع استعماله فيه، فليس لك أن تستعمل: أذهب بمعنى أزال الذهاب أو عرَّض =