المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[معاني بعض أبنية المزيد فيه]

صفحة 76 - الجزء 1

  هذا، وقد سبقت إشارة إلى أن المصنف لم يذكر إلا بعض ما عدّه في المزيد، وذلك أنه عد خمسة وعشرين ولم يذكر في التفصيل إلا ثمانية، والعذر في ترك ما هو للإلحاق قد تقدم.

  وأما الأربعة التي هي: افْعلّ، نحو: اشهبّ، وافْعالّ نحو: اشهاب، وافعوعل نحو: اغدودن، وافعوّل نحو: اعلوّط؛ فقيل: العذر أنها ليس لها معنى غير المبالغة، فلم يكن لها معان تحتاج إلى التفصيل.

  قال الرضي: وأما افعَلّ فالأغلب أنه للون⁣(⁣١) أو العيب الحسي⁣(⁣٢) اللازم، وافعالّ للَّون أو العيب الحسي العارض، وقد يكون الأول في العارض⁣(⁣٣) والثاني في اللازم⁣(⁣٤). وأما افعوعل فللمبالغة فيما اشتق منه، نحو: اعشوشبت الأرض، أي: صارت ذات عشب كثير، وكذا: اغدودن النبت، وقد يكون متعدياً، نحو: اعروريت⁣(⁣٥) الفرس. وافعوّل بناءٌ مرتجل⁣(⁣٦)، كاعلوّط، أي: علا، وهو متعد، واجلوَّذ واخروّط، أي: أسرع، وليس منقولاً من فعل ثلاثي.

  (وللرباعي المجرد بناء واحد)؛ لأنه لما ثقل بزيادة الحرف الرابع اقتصروا له على واحد، واختاروا له أخف أوزان الرباعي كما لا يخفى، أعني فَعْلَل - بفتح الفاء، وسكون العين، وفتح اللام الأولى؛ إذ لا يمكن سكونها بعد سكون العين - (نحو: دحرجته) في المتعدي (ودَرْبخ) - أي: خضع - في اللازم.

  (وللمزيد فيه) ثلاثة: (تدحرج) وهو مطاوع دحرج، نحو: دحرجته فتدحرج، (واحرنجم) وهو مطاوع حرجم، يقال: حَرْجَمتُ الإبل


(١) نحو: احمرَّ وابيضَّ.

(٢) نحو: اعورَّ واحولَّ. تمت.

(٣) نحو: اصفر وجهه وجلاً، واحمرّ وجهه خجلاً، ومنه قراءة ابن عامر: {تزورُّ عن كهفهم ذات اليمين} ذكره ابن مالك.

(٤) نحو: مدهامّتان، أي: خضراوان يضربان إلى سواد من شدة الخضرة. تمت. بيضاوي

(٥) أي: ركبته عرياً. تمت.

(٦) أي: ليس منقولاً من فعل ثلاثي. تمت. رضي