المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

المصدر

صفحة 87 - الجزء 1

  قليلة فقد جاءت (نحو:) حرَص فهو (حريص، و) شِبْت تشيب فأنت (أشيَب، و) ضِقت تضيق فأنت (ضيِّق).

  (وتجيء) الصفة المشبهة (من الجميع) يعني فَعَل وفَعِل وفعُل (بمعنى الجوع والعطش) مما فيه خلو في الباطن (وضدهما) مما فيه امتلاء (على فَعْلان نحو: جوعان)، وهو من فَعَل؛ بدليل جُعت أجوع⁣(⁣١)، فليس فعِل بالكسر، وليس من أفعال الطبيعة ونحوها فلا يكون فَعُل - بالضم - (وشبعان وعطشان وريان) كلها من فعِل بالكسر، ومثال المضموم: نَصُفَ ومَلُؤ الإناء فهو نَصْفَان ومَلآن.

المصدر

  ثم ذكر المصدر وإن كان أيضاً قد ذكره في النحو؛ لمثل ما ذكرنا في الصفة فقال:

  (المصدر، أبنية الثلاثي المجرد كثيرة) أي: لا تنضبط بقياس كأبنية غيره على ما سيتبين إن شاء الله تعالى، وقد عد المصنف أربعة وثلاثين أكثرها هو الغالب في مصادر الثلاثي فقال: (نحو: قَتْل وفِسْق وشُغْل ورَحْمة ونِشْدَة)، وليس رحمة للمرة، ولا نشدة للنوع⁣(⁣٢)، (وكُدْرة ودعوى وذِكْرى وبُشرى وليَّان) من لوى، أي: مطل، وهو وزن⁣(⁣٣) نادر، قيل: أصله الكسر ففتح، وقد روي بالكسر⁣(⁣٤)، وجاء أيضاً شَنْآن - بالسكون -، وقرئ في التنزيل بهما.

  (وحِرْمان وغُفْران ونَزَوان) من نزا ينزو، إذا وثب (وطلَبٍ وخَنِقٍ(⁣٥)


(١) لأنه لو كان من فِعل بالكسر لقيل: جِعت بالكسر تنبيهاً على البنية كخِفت كما مر.

(٢) لأنه لا مصدر لنشد ورحم غيرهما، فالمصدر والمرة والنوع متفقة في الوزن، والفرق بالقرائن.

(٣) أي: فعلان - بفتح فسكون - نادر في المصادر، وقيل: أصله الكسر كحرمان ففتح، وقرأ شنآن - بفتح فسكون - على الوزن النادر، وقرأ شَنَآن - بفتح الشين والنون - وهو شاذ لعدم دلالته على الحركة. تمت.

(٤) قال الرضي: وقد ذكره أبو زيد بكسر اللام. تمت.

(٥) الخنِق - بكسر النون -: مصدر قولك: خَنَقَه يخنُقُهُ. صحاح