المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

الأمر واسم الفاعل واسم المفعول واسم التفضيل

صفحة 88 - الجزء 1

  وصِغَر وهُدى وغَلبَة وسَرِقة وذهَاب وصِراف) يقال: صرفت الناقة صرافاً، إذا اشتهت الفحل (وسُؤَال وزَهَادَة ودِرَايَة ودُخُول وقَبُول) قال الرضي: ولم يأت الفَعُول مصدراً بفتح الفاء إلا خمسة أحرف: توضأت وَضوءاً، وتطهرت طَهوراً، وَوَلِعت وَلُوعاً، ووقدت النار وَقُوداً، وقبِل قَبُولاً، كما حكى سيبويه.

  (ووَجِيْف) وهو نوع من سير الإبل (وصُهُوبة) - بضم الفاء - من صَهُب الشعر يصْهب، إذا احمرّ حمرة صافية، (ومَدْخَل) ذكره هنا - وإن كان قياسياً كما سيجيء - استيفاء للمشهور من أوزان مصدر الثلاثي (ومَرْجِع) وهو مصدر ميمي خالف القياس بكسر العين، (ومَسْعاةٍ) من سعى يسعى، وزنها باعتبار الأصل مَفْعَلَة؛ إذ أصلها مَسْعَيَة، قلبت الياء الفاً، وهي أيضاً مصدر ميمي خالفت القياس بلحوق التاء، (ومحمِدَةٍ) من حمد يحمد، وهي أيضاً مصدر ميمي خالفت القياس بكسر العين ولحوق التاء.

  هذه الأوزان هي التي ذكرها سيبويه (و) زاد المصنف (بُغاية وكراهية)، وقد ذكر غيرهما أبنية كثيرة وسيجيء بعض منها، ولكن الغالب داخل فيما ذكر.

  (إلا أن الغالب) الظاهر أنه استثناء منقطع عما قبله، أي: لكن بعضها غالب بالنسبة إلى بعض، فالغالب (في فَعَل اللازم نحو: رَكَع على رُكُوع، و) في فَعَل (المتعدي نحو: ضَرَبَ على ضَرْبٍ) وإن جاء كثيراً على غيرهما كفِسْق وشُغْل، (وفي الصنائع) هذا تخصيص لما سبق، أي: الغالب⁣(⁣١) في فَعَل - إذا لم يكن مما سيذكر - ما تقدم، وأما إذا كان من الصنائع كالنجارة والصياغة (ونحوها(⁣٢)) كعبر الرؤيا عِبَارة، ومثَّل للصنائع بقوله: (نحو: كتب) فالغالب أن يأتي المصدر منه على فِعَالة، فيأتي كتب (على كِتابة) وفتحوا الأول


(١) قوله: الغالب: مبتدأ، خبره قوله: ما تقدم، وما بينهما اعتراض. تمت.

(٢) أراد بنحو الصنائع: ما ليس منها لكن يشابهها كعبر الرؤيا عبارة، أو يضادها كبطل بطالة، حملاً للنقيض على النقيض، كما قالوا: الحيوان والموتان. تمت. جاربردي