(و) الثاني: (الغَلَب)، قال تعالى: {وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ٣}، قال الفراء⁣^(⁣١) يجوز أن يكون في الأصل «غلبتهم» - بالتاء - فحذفت كقوله:

  إن الخليط أجدوا البين فانجردوا ... وأخلفوك عِدَ الأمر الذي وعدوا⁣^(⁣٢)

  أي: عدة الأمر.

  (و) الغالب في (فَعِل اللازم نحو: فَرِح) أن يأتي مصدره (على فَرَح، و) في فَعِل (المتعدي نحو: جَهِل) أن يأتي (على) فَعْل - بفتح الفاء وسكون العين - نحو: (جَهْل، وفي الألوان والعيوب نحو: سَمُِر وأدُِم) أن يأتي (على) فُعْلة نحو: (سُمْرة وأُدْمَة) في الألوان، وأدْرة في العيوب، وهو تخصيص للعموم⁣^(⁣٣) السابق.

  قال الرضي: هذا الذي ذكره هو الغالب في الألوان وإن كانت من فَعُل - بضم العين - أيضاً، وأما مجيء العيوب على الفُعْلة فقليل.

  (و) مصدر (فَعُل نحو: كَرُم) يأتي (على) فَعَالة نحو: (كرامةٍ غالباً)، وجاء على فِعَل - بكسر الفاء وفتح العين - نحو: (عِظَم، و) على فَعَل - بفتحهما - نحو: (كَرَم) مصدري عَظُم وكَرُم (كثيراً)، ولا منافاة بين الكثرة

(١) فلا يكون حجة لأنه فَعَلة لا فَعَل. تمت.

(٢) أنشده على أن الفراء قال في قوله تعالى: {مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ٣}⁣[الروم]: يجوز أن يكون في الأصل غلبتهم - بالتاء - فحذفت التاء كما حذفت من «عد الأمر» في البيت، والأصل عدة المر، والبيت للفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب. قال الجوهري: الخليط: المخالط، كالنديم: المنادم، والجليس: المجالس، وهو واحد وجمع. وقوله: «أجدوا» في العباب، أَجده: صيره جديداً، فالبين مفعوله، وهو بمعنى البعد والفراق هنا. وقوله: فانجردوا - بالجيم -: أي: بعدوا، في العباب: وانجرد بنا السير: أي: امتد وطال، وروي بدله: فانصرموا، أي: انقطعوا. تمت. من شرح شواهد الشافية.

(٣) أي: قوله: وفِعل اللازم نحو: فرح على فرح، فكأنه قال: إلا أن يكون من الألوان والعيوب فعلى فعلة.